السؤال
السلام عليكم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أنا شاب، وعمري 24 سنة، وساكن مع أهلي في البيت، وأصلي لكن كنت غير ملتزم، يعني ساعات أصلي وساعات لا، وهذه السنة بدأت ألتزم بالصلاة مع الأذكار والاستغفار في بعض الأوقات -الحمد لله-، ولا أعاني من أي أمراض مزمنة -الحمد لله- باستثناء الخوف الطبيعي الذي عند كل الناس، وكانت أموري جدا عادية، وكنت أشاهد مقاطع عن الموت، وأقرأ قصصا، وأخاف في ذلك الوقت فقط، وأقوم اليوم الثاني وأنا ناسٍ كل شيء وعادي.
عموما قبل ثلاثة أشهر تقريبا توفي عندنا شخص بعد زفافه بيومين -الله يرحمه-، ويقولون: إنه توفي ولا يشكو من أي مرض. وأنا انتابني خوف وهلع من القصة، وأنا مؤمن أن الموت حق على كل مسلم، وكنت لا أخافه بهذا القدر، وعموما بعد يومين من القصة توفي نفس الشيء ابن خالتي، ولكنه يعيش في بلد آخر، وهو شاب، ويقولون أيضا: إنه توفي فجأة -الله يرحمه ويرحمنا جميعا- ومن هنا بدأت حالتي النفسية: خوف، وهلع، ودوخة، وزغللة في العيون، وألم في جانبي الأيسر من البطن، ويمتد إلى رجلي اليسرى، وساعات في الصدر الأيسر، مع إحساس بالتقيؤ، وإمساك، ورهبة من ركوب السيارة، وخوف شديد من الموت، مع العلم أني كنت لا أشكو أي شيء قبل حالتي الوفاة التي صارت.
ذهبت إلى عيادة، وأخبرت الطبيب بما أشعر وما أحسه، فعمل لي جهاز السونار على المعدة، وقال: إن المعدة سليمة. وعمل لي فحص دم، واتضح أن لدي جرثومة بالمعدة، مع التهاب بالإثني عشر، وقال الطبيب لي: ممكن زيادة الخوف والهلع التي فيك تكون بسبب جرثومة المعدة والالتهاب. وإذا زالت سوف يزول الخوف والهلع -والحمد لله-.
أخذت الأدوية، وخفت الأعراض، وقدرت أسيطر على الخوف والهلع، ووسواس الموت تقريبا 60 إلى 70 بالمائة، ولكن ما زال معي، وآخذ لذتي بالحياة، ويروح ويرجع مرة قويا ومرة خفيفا، ومرة أسيطر عليه.
أنا محتار الآن، ولا أعلم ماذا أفعل؟ مع العلم أني ذهبت لطبيب باطنية، وأخبرته بما أشعر، وقال لي: ما دام أنه قبل حالات الوفاة التي صارت ما كان بك شيء، وبعد الحالة أحسست بتعب وآلام، فأكيد هذا من القولون العصبي. وجلس يشرح لي -تقريبا نصف ساعة- علاقة القولون بالحالة النفسية، ولم يعطني دواء، وارتحت ذلك اليوم، ولكن في اليوم الثاني رجعت الحالة النفسية، وهكذا على الحال تروح وترجع، مع نوم متقطع وقليل، وأنا نفس الوقت عندي خوف من الأدوية النفسية، وحتى الآن لم أزر أي طبيب نفسي على الإطلاق.
فبماذا تشيرون علي؟