الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فكرة الإصابة بسرطان الدم أزعجتني وأثرت علي نفسيا، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب في سن الـ21، مشكلتي لا أدري أهي نفسية أم عضوية؟ تلازمني فكرة أني مصاب بسرطان الدم، والمشكل ابتدأ قبل 3 أسابيع، شعرت بانتفاخ أسفل أذني، ثم بحثت في الإنترنت فوجدت أنها الغدد اللمفاوية، وهي من علامات سرطان الدم، ثم شعرت بإرهاق شديد وآلام في المفاصل، وزاد ذعري، فقمت بتحاليل الدم، فوجدت عدد البيضاء (5631).

بعد أسبوع انتفخت لثتي، وازدادت آلامي، وأصبحت أعاني من صداع بالرأس، وازدادت شكوكي؛ فأعدت التحاليل فوجدت العدد ارتفع إلى (7106) فأصابني الذعر مع ازدياد العلامات، مع العلم أن لثتي بدأت تنزف، وأعاني ألما أسفل الفك, وفكرة سرطان الدم لا تبارحني، وأصبحت في كآبة لا أفكر في شيء غيره، بانتظار أجوبتكم وتوجيهاتكم.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى أن يحفظك من سيئ الأسقام.

أيها الفاضل الكريم، أنت لست مصابا بالسرطان، هذه مخاوف وسواسية وليس أكثر من ذلك، هذا الأمر قد يكون التصق بفكرك ووجدانك وأصبح مُهيمنًا ومسيطرًا عليك، قد تكون قرأت عن هذا المرض، أو عرفت من أصابهم هذا المرض، ومن ثمَّ انصبَّتْ هذه المخاوف عليك، فلا تكن حساسًا حول الأمر، واعلم أن الله تعالى خيرٌ حافظًا، ولا تتنقل بين الأطباء، وعش حياةً صحيَّة، وأولاً وأخيرًا توكل على الله، {قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، ومارس الرياضة، ونم مبكرًا، وصل الفجر في وقتها مع الجماعة، ومارس التمارين الاسترخائية، وركّز على دراستك وعلى بر والديك.

بهذه الطرق سيقل الخوف تمامًا عن هذه الأمراض، وأريدك أن تذهب إلى الطبيب الذي تثق فيه، لا تُجر هذه الفحوصات لوحدك أبدًا، هذا سوف يزيد من توهمك، إنما اذهب إلى الطبيب مرة واحدة كل أربعة أشهر؛ للتأكد من صحتك بصفة عامة، وإن شاء الله تعالى أنت صحيح ومُعافى.

أنت تحتاج لتناول أحد مضادات المخاوف الوسواسية، هنالك دواء لطيف جدًّا يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) إن استطعت أن تذهب إلى الطبيب سوف يصفه لك، وإن قابلت طبيبك النفسي لمرة واحدة أيضًا هذا سوف يكون جيدًا، وإن لم تتمكن فجرعة السبرالكس هي أن تبدأ بخمسة مليجرام ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين أيضًا، ثم تتوقف عن هذا الدواء.

بجانب السبرالكس يوجد أيضًا دواء آخر ممتاز جدًّا، وهو دواء داعم يُسمى تجاريًا (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) أريدك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح –أي خمسين مليجرامًا– تناوله لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً