الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انقطعت دورتي الشهرية منذ تسعة أشهر فما سبب ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، أبلغ 21 سنة، أعاني من انقطاع في الدورة الشهرية مدة 9 أشهر، أرجو المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aliane حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك فرق كبير بين انقطاع الدورة الشهرية بعد سنوات من انتظامها، وانقطاع الدورة الشهرية بعد فترة من الخلل، وعدم الانتظام من لحظة دورة البلوغ، حيث أن الحالة الأولى تشير إلى التكيس على المبايض، خصوصا مع السمنة، أو زيادة الوزن، أما الحالة الثانية فلها أسباب عديدة من بينها التكيس.

والدورة الشهرية المنتظمة منظومة مكونة من مثلت متكامل، ومتعاون، وأضلاعه:

1- هرمونات الغدة النخامية والتي تحفز المبايض، وتساعد في نمو البويضات، والتي يتحكم فيها غدة أعلى في المخ تسمى hypothalamus بالإضافة إلى إفراز هرمون الحليب.

2- المبايض، والهرمونات الناتجة عن التبويض.

3- الرحم.

ووجود مشكلة في أي ضلع من هذا المثلث تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وخلل في التبويض، والاضطرابات في الدورة الشهرية تحدث بسبب ضعف التبويض الناتج إما ضعف ونقص الهرمونات المحفزة التي تفرز من الغدة النخامية، أو عن وجود بعض الأمراض الوراثية نتيجة خلل في الكروموسومات، ولذلك من المهم أن يكون الثديان طبيعيين، وليس ضامرين، بالإضافة إلى نمو شعر العانة، وشكل الأعضاء التناسلية الخارجية.

وقد ينتج خلل الدورة الشهرية بسبب التكيس على المبايض، أو وجود أكياس وظيفية، وهذا يؤدي إلى خلل هرموني، وبالتالي تصبح بطانة الرحم ضعيفة جدا لا تسمح بنزول دورة شهرية منتظمة، وإذا نزلت تكون غزيرة في بعض الأحيان، لأن المسؤول عن الدورة في تلك الحالة هرمون واحد فقط هو إستروجين، وليس الاثنان.

وقد يرتفع هرمون الحليب prolactin وقد يحدث كسل في وظائف الغدة الدرقية، وهذا الارتفاع وذلك الكسل يؤديان إلى خلل واضطراب في الدورة الشهرية، والأمر يحتاج إلى متابعة مع استشاري غدد صماء، واستشاري نسائية، لعمل الفحوصات اللازمة، وهي فحص هرمون الحليب، وهرمون الذكورة، وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة هي:

FSH - LH -- PROLACTIN- TSH-Free T4 -- DHEA--ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم 21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض، والرحم وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة؛ لتقييم الموقف، ولا يمنع كون أنك فتاة لم يسبق لها الزواج من إجراء التحاليل والسونار.

ولإعادة تنظيم الدورة، والمساعدة في علاج التكيس يمكنك تناول حبوب منع الحمل ياسمين لعدة شهور، أو أكثر، يوميا قرصا واحداً حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، والغرض من تناول تلك الحبوب وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.

والتكيس يحدث بسبب الوزن الزائد، ويحدث حتى مع الوزن القياسي، وإنقاص الوزن يحتاج إلى حمية وممارسة الرياضة بشكل يومي، والمشي نصف ساعة على الأقل يكفي لذلك، مع تناول قرص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، لمدة 6 شهور، لمساعدة المبايض على التبويض الجيد، وعلاج التكيس، كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات، والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا حبة واحدة، مع حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام، والوقاية من مرض هشاشة العظام فيما بعد.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش، والميرامية، وحليب الصويا، وكل هذه الأشياء قد تساعد في علاج التكيس، لأن لها بعض الخصائص الهرمونية.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء. ووفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً