السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة هندسة معمارية، في أوائل العشرينات، متفوقة -والحمد لله-، متدينة، وطموحة جدًا، لكن على قدر متواضع من الجمال، خطبني إنسان متدين وخلوق بشهادة الكثيرين، يكبرني بخمسة أعوام، وكانت رؤيته للزواج هو بحثه عن فتاة واعية تحسن تربية أبنائه، كان أكثر ما أعجبني فيه هو أن تقييمه لي كان على أساس شخصيتي، وليس على أساس شكلي الظاهري، وهو أول من تقدم إلى منزلنا بشكل رسمي لخطبتي، فهذه هي تجربتي الأولى، عائلته معروفة بالطيبة، والتدين، وحب عمل الخير، وتقدير العلم، ارتحت لأهله كثيراً.
مشكلتي أنني بعد موافقتي للخطوبة، أمر بمرحلة من التردد الشديد، لأسباب كثيرة تتعلق بطموحاتي العلمية:
1- أن تخصصه مختلف كثيرًا عن تخصصي، فهو يدرس الاقتصاد الإسلامي وأخشى أن يكون هذا الاختلاف يعني تباعدًا في الاهتمامات، وطريقة التفكير وعدم تفهمه لطبيعة تخصصي الصعب.
2- إنه اشترط علي العمل في مجال البحث العلمي والتدريس، وعدم العمل في الشركات أو مواقع البناء؛ الأمر الذي يراه غير مناسب للمرأة، والحقيقة أنني لا أعلم بعد ماذا أريد من حياتي؟ ولم أتخرج بعد ولم أجرب أي المجالات أفضل لي؟ ويُقال بأن الأستاذ الذي يعتمد فقط على معلوماته النظرية في تخصصنا لا يكون بنفس كفاءة الذي يحتك بمجال العمل الحقيقي.
هو لا يريد مني المساعدة في مصاريف المنزل، أما أنا فأرغب بالعمل؛ استثمارا لمواهبي التي حباني الله بها، ورغبة في الإنجاز، لا سعيا للمرتب المادي.
3- إنّه مهتم كثيرًا بموضوع الأبناء، ولكنني أشعر بأنني لا أزال صغيرة وفي مقتبل عمري، وأخشى إن قبلت بالزواج أن يرغب بالإنجاب منذ السنة الأولى، فأضيع في دوامة الأشغال البيتية، والأطفال، وأضيّع بهذا مسيرتي العلمية، كما أخشى إن انشغلت بدراستي أن أهمل زواجي وأظلمه، هل أخبره بأنني أرغب في تأخير الإنجاب؟ أخشى إن صارحته بذلك أن يتراجع عن خطبتنا.
4- السبب الأخير أنني إنسانة كتومة وهادئة، أما هو فكثير الكلام، لاحظت أنني أميل في صداقاتي للفتيات الهادئات، ولا أحتمل الاستماع للثرثارين أحيانا.
هل لمخاوفي هذه أساس من الصحة؟ أم أنها نابعة من قلة خبرتي في الحياة؟ وهل الزواج من نفس التخصص أفضل؟ فهل أطلب فسخ الخطبة وأنتظر مهندسًا مثلي، ربما يفهمني أفضل، ويشاركني نفس الاهتمامات والهوايات، وأبني معه نفس الحلم المهني؟ أم أنني أتعلق بوهم لا أساس له؟ خاصة أنني قليلة الجمال بمقاييس مجتمعي الذي يحكم على ظواهر الأشياء.
بارك الله فيكم.