الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كطيف أتخلص من آثار الحشيش والتوهم المرضي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة، أرجو ان يتسع لي صدركم؛ لأني في معاناة.

بداية تعبي منذ ثلاث سنين تقريبا، حيث كنت أعاني من نزلة شعبية حادة في صدري، وفي أثناء هذا التعب أعطاني أحد أصدقائي قطعة من مخدر الحشيش، وكنت لأول مرة أشرب هذا المخدر، وأثناء تناولي له كنت أكح كحات شديدة، ولكني كنت أستمر بالشرب، حتى شعرت بأن نصفي اليسار كله نمّل، وضربات قلبي صارت قوية، وأشعر بنار في منتصف صدري.

كنت أشعر بضربات قلبي في عيني، وفي نصف وجهي اليسار، وكنت أشعر بالموت، وعدم السيطرة على نفسي، وكان يستمر الوضع سوءا مع الوقت، حتي ذهبت إلى المستشفى، وهناك كنت أشعر بأن قدمي قد يصيبها الشلل من عدم قدرتي على تحريكها وتنميلها الشديد، وبحمد الله انتهت الأزمة من تلقاء نفسها، دون أي تدخل طبي، وعدت إلى البيت.

من هنا بدأت المعاناة، فكنت أصاب بنوبات هلع أحيانا، وأحيانا أخرى أتعب بجد، وأصاب بخفقان شديد في دقات قلبي، وعملت أكثر من عشر رومات قلب، وكلها سليمة، وعملت إيكو، وكان سليما، وقد تحسن الوضع نسبيا، ولكني الآن دائما أشعر باضطراب في ضربات قلبي، وأشعر بأن دقات قلبي تتوقف لثوانٍ، ثم تعود ومعها تخرج روحي، وهذا أكثر ما يخيفني؛ لأني أشعر بأن قلبي قد يتوقف، وأحيانا أخرى لسرعة دقات القلب أشعر بالموت، وأشعر بالتعب، وارتفاع وانخفاض ضغط الدم.

علما أنني لا أشعر بأي تعب عند ممارسة جهد شاق، فالجهد لا يمثل لي مشكلة، ولكن المشكلة أني أثناء الراحة أشعر بهذه الأعراض، ولكن ليس باستمرار.

أرجو الرد، وأرجو أن أجد هنا ما لم أجده عند الأطباء؛ لأن كل الأطباء يجمعون على أني لا أعاني من أي مرض مرتبط بالقلب، أو لا يرتبط بالقلب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ basil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أؤكد لك كما أكد لك الأطباء الآخرين أنك لا تعاني من مرض في القلب، وفي ذات الوقت أقول لك إن هذه الخوارج القلبية –أي الضربات التي تعاني منها وتحسُّ كأن روحك انسحبت– هي بالفعل سخيفة جدًّا ومزعجة جدًّا لصاحبها، لكنها ليست ناتجة من مرض في القلب، هي دائمًا تنتج من القلق، من التوتر، من المخاوف، وفي بعض الأحيان مجرد زيادة شرب الشاي والقهوة قد يؤدي إليها، وعدم ممارسة الرياضة أيضًا قد يؤدي إلى هذا الذي تعاني منه.

فيا أيها الفاضل الكريم: أمرك بسيط جدًّا -إن شاء الله تعالى– لا تتوهم المرض، وبالنسبة لموضوع الحشيش: التجربة إن كانت قصيرة أو طويلة مع تناول هذا المخدر الكريه يجب أن يستفيد منها الإنسان ليُصحح مساره، هو منقص للصحة ومنقص للدين، فما فائدته إذًا؟ .. أعتقد أنك قد استوعبت الدرس تمامًا، ولن تعود أبدًا لتناوله.

إذًا –أخِي الكريم– بصفة عامة الأمور مطمئنة جدًّا، كل الذي تعاني منه هو قلق المخاوف، هو الذي أدى إلى هذه الأعراض، إلى هذه الخوارج القلبية، إلى التوتر، إلى الوسوسة.

أكرر لك مرة أخرى: اطمئن، أنت بخير -إن شاء الله تعالى- وعليك أن تمارس الرياضة بكثافة، وأن تنظم وقتك، وأن تتواصل اجتماعيًا، وألا تتردد كثيرًا على الأطباء، وأن تجعل لحياتك معنىً، وأن ترفه على نفسك بما هو طيب وحلال وجميل، وأن تحرص على صلاتك مع الجماعة في المسجد، وأن تصل رحمك.

وفي ذات الوقت هنالك أدوية بسيطة جدًّا مثل عقار يعرف باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) أو عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) أدوية ممتازة جدًّا مضادة للقلق وللتوترات.

وحين تقابل الطبيب يمكن أن يصف لك أحد هذه الأدوية، وأنت لا تحتاج لها لمدة طويلة، شهرٍ إلى شهرين تتناول خلالها عقار دوجماتيل مثلاً بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم كبسولة صباحًا لمدة أسبوعين أو أربعة، سوف تكون كافية جدًّا، مع ضرورة تطبيق الإرشادات التي ذكرتها لك، وتجنب السهر، نم مبكرًا، ولا تُكثر من شرب الشاي والقهوة، فكما ذكرنا الكافيين يعتبر محفزًا جدًّا للخوارج والضربات القلبية غير المنتظمة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن laeth

    الله يشفيك.. نفس حالتي بالحرف تماما .. والحمد لله تحسنت قليلا بفضل الله ومع الدواء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً