السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل المولى تبارك وتعالى أن يبارك في أعماركم وأموالكم وأولادكم كما نفعتم عامة المسلمين الذين ليس لديهم مُعينٌ بعد الله تعالى غيركم.
مشكلتي معقدةٌ بعض الشيء، ولا أعلم كيف أبدأ وكيف أنتهي؟!
سأسردها بأقصى ما أستطيع من اختصارٍ حتى لا أضيع وقتكم الثمين، وآخذ وقت إخواني المسلمين والمسلمات الذين يتلهفون لأجوبةٍ تريح قلوبهم.
مشكلتي باختصارٍ: أنني الآن أرملة، توفي زوجي -رحمه الله تعالى- قبل 10أشهرٍ تقريباً، وترك لي أربعة أطفال.
لم نكن على وفاقٍ قبل وفاته، وكانت مشاكلنا لا تنتهي، تزوجته هرباً من ظلم الأقارب؛ لأنني يتيمة الأبوين منذ صغري، تزوجته وعمري 16 سنةً وكان يكبرني بـــ 18 عاماً، وهذه ليست المشكلة، المشكلة أن معاملته لي ولأطفالي كانت أسوأ ما يكون، لا أريد ذكر التفاصيل -من باب اذكروا محاسن موتاكم- أسأل ربي أن يبدل سيئاته حسنات، وأن يحشره مع نبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
مرضٌ عضالٌ أصابه ولم يمهله كثيراً سوى أشهرٍ معدوداتٍ، أخلصت في مداراته وبرّه في هذه الأشهر، لأني كنت أقول في نفسي: إن الله لم يكتب لي أن أبر والديّ ولكنه عوضني ببر زوجي.
توفي -رحمه الله- ولكن! بعد وفاته حدث لي شيءٌ غريبٌ، بدأت أخلاقي تتبدل؛ بدأت أُصبح قاسيةً على أطفالي، لا أتحمّل صوتهم أو كلامهم، لا أحب اللعب معهم، ولا أطيق أي شيء يخصهم.
تحولت أخلاقي عكس ما كنت تماماً: أصبحت قاسيةً، مهملةً، أحب العزلة، عصبية جداً لدرجة إيذاء الأطفال أحياناً، ولا أحب الاختلاط بالأطفال، ولا أحب المزاح، وكل الأمور أراها مصائبَ ومشاكلَ، مهما كانت المشكلة صغيرةً أراها كبيرةً ومعضلة، أرى الدنيا سوداء مظلمة.
باختصارٍ: أصبحت مثلما كان زوجي بالضبط، كل السلبيات التي كانت في شخصية زوجي -رحمه الله- أصبحت فيّ؛ بعدما كنت أقاتل كي أجعل زوجي يترك ما كان عليه.
ذهبت شخصيتي الحنونة المحبة للعب مع الأطفال، والعمل على راحتهم وجعلهم سعداء إلى العكس تماماً، بالإضافة إلى كثيرٍ من الصفات التي لا أحب ذكرها.
ماذا حدث لي؟ أرجوكم لا أعرف من أسأل؟ وأين أذهب؟ هل فعلا روح زوجي تقمّصتني؟ وهل هذا موجود في الإسلام؟
لا أزال مداومةً على الأذكار والرقية والصلاة، وخائفة أن أبدأ بالتقصير في واجباتي تجاه خالقي تبارك وتعالى.
أرجو الرد المفصل، بارك الله فيكم.