السلام عليكم.
لدي استشارة أردت أن أطرحها عليكم بعد متابعتي لموقعكم الرائع، بارك الله فيكم، وجزاكم كل خير.

منذ حوالي ثمانية شهور بدأت أشعر بدوخة وعدم اتزان شديدين، مع تعرق في الكفين، وتسارع نبضات القلب، وإرهاق، وشعرت بأني فقدت الإحساس برأسي, لجأت لاستشارة عدة أطباء، وكانت تحاليل الغدة الدرقية سليمة، وفحص الأذن كذلك، ولكن فيما بعد تبين أن مستوى الفريتينين في الدم لدي منخفض؛ فبدأت بتناول أقراص الحديد، وشعرت بحالة أفضل.

منذ قرابة اليومين وعندما كنت أمشي شعرت بأنني غير متوازنة، وكأن الأرض تميل قليلاً من تحت قدميّ, بالإضافة إلى معاناتي من صعوبة التركيز، وسرعة النسيان، وتعرق طفيف في الكفين؛ ما جعلني أخاف من أن تعود لي الأعراض السابقة، فما هي نصائحكم لي؟ وما هي الأسباب التي تكمن وراء تلك الأعراض؟

كما أشعر أن هذه الأعراض تزداد عند تعرضي لضغط نفسي. فهل من الممكن أن تكون مشكلتي نفسية؟

عذراً لإطالتي, وشكراً جزيلاً لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك أعراض عضوية كثيرة جدًّا قد تزداد في حالة وجود القلق والتوترات النفسية، ومن خلال الوصف الذي ورد في رسالتك لا أعتقد أنك تعانين من مشكلة كبيرة، أعتقد أن هنالك قلقًا بالفعل، وأعراض صعوبة التركيز، وسرعة النسيان، والتعرق في الكفين، هذه قطعًا مرتبطة بالقلق، وأعتقد أن لديك -أيضًا- شيئًا من المخاوف الوسواسية، موضوع الخوف من أن تعود لك أعراض سابقة، هذا نوع من التأويل الوسواسي، وهذا قطعًا يزيد من أعراضك.

شعورك بعدم التوازن وكأن الأرض تميل قليلاً من تحت قدمك، أعتقد أن هذا يتطلب أن تذهبي وتقابلي طبيب الأنف والأذن والحنجرة؛ لأنه في بعض الأحيان وجود التهابات بسيطة في الأذن الداخلية وجهاز التوازن الذي يعرف باسم (لابرنس) قد يؤدي إلى هذا النوع من الأعراض، وهنالك أدوية طيبة جدًّا إن تأكد أنك تعانين من هذه الإشكالية في الأذن، سوف يقوم الطبيب بإعطائك الأدوية التي تحفظ التوازن مثل البيتاسيرك، ومدة تناولها تكون قصيرة.

بالنسبة للحالة النفسية: كوني دائمًا إيجابية، واعرفي أن الضغوط النفسية هي جزء من حياة الإنسان، والقلق لا ينظر إليه الإنسان دائمًا بسلبية؛ لأنه يمكن أن يحوّل ليصبح إيجابيًا.

استفيدي من إدارة وقتك بصورة طيبة، ولا تدعي مجالاً أبدًا للفراغ، وتناولي أقراص الحديد حتى يرتفع مستوى الـ (فريتينين) لديك، والعلاج النفسي يقوم على هذه الأسس، لكن في بعض الأحيان نعطي الأدوية البسيطة المزيلة للقلق، لكن في حالتك أعتقد أنه ربما لا تكون هناك حاجة لهذه الأدوية في هذه المرحلة، وقابلي طبيب الأذن كما ذكرت لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.