السؤال
السلام عليكم.
أشكركم على جهودكم المتواصلة في الخير، وجعله في ميزان حسناتكم.
كنت طالبا في الثانوية في السنة الثالثة، كنت أعمل وأدرس في نفس الوقت، وفي أحد الأيام وأنا راجع من عملي إلى البيت وكنت متعبا شعرت بشيء غريب.
استغربتُ الدنيا، استغربت منظر الشارع، كأني أعيش في حلم أو هذا كله من نسج الخيال! رجعت إلى البيت وقلت: لعله إرهاق وضغط عمل، جلست ونمت وذهبت الحالة، وبعد فترة يسيرة رجعت نفس الحالة وكأني أعيش في حلم، أو حياتي كلها مجرد فيلم، وأنا أحد ممثليه.
صرت أتمنى الموت، وأحيانا تأتيني حالة ثانية، كنت أحس أني أراقب نفسي من الخارج، كأني أنظر لنفسي بمرآة.
هذه الحالة لم تطل لكن الأولى استمرت، ومع الوقت راجعت طبيبا نفسيا، وعمل لي تحاليل وفحوصات على المخ والإشارات الكهربائية، وكانت كلها سليمة، وكتب لي علاجات نسيت اسمها، لكن كانت تسبب لي النعاس وأنام لمدة 14 ساعة، وأحيانا أكثر!
بعدها جاءت فترة اختبارات وكانت كلها قلق وتوتر؛ بسبب قرب تخرجي، وكنت لا أدري نحو أي جامعة وأي تخصص أتجه، وقطعت العلاج؛ لأني لا أقدر أن أنام فوق 14 ساعة، ولابد أن أدرس.
فقطعت العلاج لمدة شهرين، ورجعت للطبيب، وحكيت له الذي صار معي، وكتب لي علاجا ثان ولكن بلا نتيجة، وقطعته لمدة 5-7 شهور، بعدها تغير شعوري بشكل يختلف قليلا، وطعم الحياة اختلف، وأحس أن الدنيا صارت باهتة، صرت أهرب من هذا الشعور إلى الحرام، للأفلام الإباحية؛ لإحساسي بأنها تخفض توتري.
وجاءتني فترة لا أحس بها بحبي للبنت التي أحبها، مع أنها كانت تعطيني دافعا للحياة، وتفاؤلا وإيجابية، وحبا لحياتي ودنياي، لكني فقدت إحساسي تجاهها.
حتى والدتي أصيبت بمرض ولم تأثرت أبدا، لا يوجد عندي شعور ولا حب ولا حزن على أحد.
هذه الحالة لم تطل -الحمد لله- فرجع إحساسي بشعوري للحب وغيره، لكن الحالة الأولى مستمرة، فراجعت طبيبا، وكتب لي علاجا، استخدمته لمدة شهر ونصف ثم قطعته.
الآن أحس بنفس الشعور، حياة بدون طعم، ودنيا باهتة، وشعوري كأن الحياة مجرد حلم، حتى مع فرحتي يكون إحساسي بفقدان شيء لا أدري ما هو؟ أكون مع أصدقائي فرحانا، لكن هناك شيء متغير داخلي أفتقده.
رؤيتي للناس وللدنيا كأنها رؤية ناقصة مختلفة مختلة، فيها خلل، وأحيانا أحس أني في حلم، مع اختلاف بسيط.
أمارس رياضة رفع الأثقال، منذ 4 شهور، ومستمر إلى الآن، أميل بشكل بسيط للعزلة، ودائما أتوتر وأقلق لأتفه الأسباب، مثل وقت ممارستي لرفع الأثقال أخاف أن أكون قد حملتها بشكل خاطئ، وأخاف أن لا أستفيد، وخائف من مستقبلي ودائما أتوتر، وأخاف أن لا أتزوج التي أحبها، أو لا أكون بالوظيفة المناسبة، أو أن هذه الأعراض تستمر طوال حياتي.
دائما تزيد حالتي وشعوري بالسوء، إذا كانت عندي مشكلة أفكر فيها بالأسابيع، ويزداد التوتر.
أحيانا يكون لدي كسل غير طبيعي، أذهب إلى النادي وأرغم نفسي، لكن أول ما أصل هناك وأبدأ يكون الأمر طبيعيا.
الحالة هذه بدأت معي منذ سنة منذ ثالث ثانوي، وتخرجت -الحمد لله- بنسبة 91، وقدرات 80، وحاليا متدرب في أرامكو ITC، وأنا معقد؛ لأني توظفت بشهادة ثانوية، ومحتار، وأريد أن أكمل دراستي، وفي نفس الوقت لا أحب أن أترك أرامكو.