السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 17 سنة، عندي حالة عصبية فظيعة، يعني أضل معصبا ومتوترا وغير متحمل أي كلمة، أرجوكم ما الحل لمشكلتي هذه؟
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 17 سنة، عندي حالة عصبية فظيعة، يعني أضل معصبا ومتوترا وغير متحمل أي كلمة، أرجوكم ما الحل لمشكلتي هذه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكثير من الذين في مثل عمرك تأتيهم نوبات من القلق، من التوتر، من الفرح، من العصبية، من الانبساط، من الحزن، من الكدر، وهذه التقلبات تُسمى بالتقلبات الوجدانية، وهي مرتبطة بمرحلة البلوغ وما بعدها، وتُعتبر مراحل عادية جدًّا في حياة الكثير من الشباب كما ذكرتُ لك.
المطلوب منك هو الآتي حتى تتخلص من الموضوع الذي أنت فيه، يجب أن تُعبِّر عمَّا بداخل نفسك، لا تكتم، لا تحتقن داخليًا، تحدَّث عن مشاعرك، تحدَّث عمَّا يأتيك بخاطرك، عبِّر عن نفسك أول بأول، لا تترك الأمور الصغيرة تتراكم في داخل نفسك مما يؤدي إلى غضبك وتوترك.
تذكر دائمًا أنك حين تتعصَّب في وجه أحد فإن هذا أمر غير مرغوب، بل هو أمر بغيض، لأنه إذا أحد عصَّب في وجهك هذا لن يُرضيك أبدًا، فكيف تتعصَّب في وجوه الآخرين.
تذكر مكارم الأخلاق، وأن منها أن يكون المسلم طيبًا، متوازنًا، يحترم الآخرين، خاصة من هم أكبر منه، ويعمل لمساعدة الآخرين، ولا يغضب إلا في حدود ما هو معقول، وكن بارًا بوالديك، بر الوالدين يُريح النفس والأعصاب ويُبعد التوتر.
وزِّع وقتك بصورة صحيحة، خصص وقتًا لدراستك، ووقتًا لممارسة الرياضة، ووقتًا للترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل.
ممارسة الرياضة على وجه الخصوص مهمَّة جدًّا، لأن الرياضة تحرق الطاقات السلبية المتمثلة في التوتر والعصبية والغضب.
اجعل لنفسك رفقة طيبة وصُحبة من الأقران الصالحين والأفاضل، فالإنسان يحتاج للخلَّة الجميلة الطيبة والصادقة.
صلّ دائمًا مع الجماعة في المسجد، وأكثر من الاستغفار، فهذا يزيل الغضب، واقرأ في كتاب الأذكار للإمام النووي، كيف يواجه الإنسان غضبه كما نصحنا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - حيث ذكر - صلى الله عليه وسلم – لمن طلب منه النصيحة فيما معناه: (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب) كررها ثلاثًا.
هناك خطوات عملية يجب أن تتخذها، وهي: إذا كنت جالسًا حين الغضب فقُمْ، وإذا كانت واقفًا فاجلس، ومع بدايات الغضب اتفل على شقك الأيسر واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وقم وتوضأ وصل ركعتين، من جربوا هذا العلاج النبوي العظيم وجدوه مفيدًا جدًّا.
تذكر أنك صغير في السن، وفي مرحلة اليفاعة ومُقدم على الشباب، وهذه التغيرات قد تكون عادية جدًّا، لكن في نفس الوقت لا تضيع على نفسك الفرصة بأن تعدَّ نفسك إعدادًا جيدًا للمرحلة القادمة، وذلك من خلال الحرص في دراستك، وأن تطور مهاراتك، وأن تزيد من معارفك، وأن تكون حريصًا على أمور دينك، والآن نحن مقبلون على رمضان، شهر الخيرات، هذه فرصة عظيمة جدًّا لأن يُراجع الإنسان نفسه، ويتزود من خير الزاد وهو التقوى.
هذا أيها الفاضل الكريم يفيدك كثيرًا في تخطي حالات القلق والتوتر التي تعاني منها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.