الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من شعوري من أن الناس يريدون لي الفشل والشر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أود أن أشكركم على هذا الموقع، والذي تساعدون فيه الناس في مشاكلهم، جعله الله في موازين حسناتكم.

أود أن أطرح مشكلتي بوضوع وباختصار قدر الإمكان:

1 - مشكلتي الأولى: علاقتي مع الناس، سواء كانوا أصحابي أو أقاربي، رغم أني إنسان طيب القلب، ولا أحب أن أشتم أحدا، ولا أجرح أحدا، ودائما أتعامل معهم بكل طيبة واحترام؛ لكن ما أجد سوى الشتائم والذل، وألقابا بدون أي مبرر، ولا أعلم لماذا يضعونني في مواقف غبية، ويستغفلونني وكأني إنسان عاجز.

حاولت أكثر من مرة أن أغير من نفسي، ومن نظراتي لهم، لكن ما أجد سوى قلة الاحترام، وهذا الموضوع أتعبني جدا، وأشغلني عن دراستي، وعن أمور في حياتين فصرت أكره نفسي، وصرت انطوائيا، ويأتيني وسواس بسببها.

2 - مشكلتي الثانية: أني إنسان غير مبال بالحياة (إنسان بارد) ومهما جاءتني المشاكل دائما أستصغرها حتى تكبر، وأندم على ما فعلته، لا أعرف كيف أتعامل مع نفسي.

فأنا طالب جامعي، واجهت أمورا ومشاكل كثيرة؛ لأني غير مهتم بالأمور التي تحصل من حولي، فدخلت في مشاكل كثيرة بسبب عدم مبالاتي، وقد حاولت أن أغير لكن بدون فائدة، وأعلم أن برودة أعصابي واللامبالاة سوف تدخلني في مشاكل، أوقات أحس أن ثمة أمور غير واضحة فيّ.

أذكر مرة من أصحابي من قال لي: أنت إنسان لا تعرف تعبر عن مشاعرك، يعني لا تعرف متى تحزن أو تفرح أو تغضب، لا أعلم لماذا لا أعلم ما مشكلتي، أهي مرض عضوي أم نفسي، أم هي سحر أم عين.

عانيت كثيرا وكرهت الناس، وصارت حياتي ملخبطة، ودائما ما أشعر أن الناس تحاربونني، ويتمنون فشلي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليست لديك مشكلة عضوية، وموضوع السحر والعين -أيهَا الفاضل الكريم- أعتقد أننا بالغنا فيه أكثر مما يجب، لا أراك مسحورًا, ولا أراك معيونًا، لكن هذا لا يعني أن تتجاهل الدعاء والذكر والاستغفار والرقية الشرعية، والصلاة في وقتها من وجهة نظري حافظة للإنسان، لا تعش في توهمات.

أعتقد أن مشكلتك الأساسية تتعلق بشخصيتك ومقدراتك على التواصل الاجتماعي، وأنت مطالب بأن تُعيد تقييم نفسك، تنظر لمصادر الضعف التي ذكرتها خاصة اللامبالاة، ولا تقبل هذه المشاعر، ولا تقبل هذه الأفكار، ولا تقبل هذه الأفعال، فالإنسان يجب أن يبدل ما به ما دام مُدركًا ومستبصرًا له.

وهنالك خطوات عملية جدًّا تساعدك كثيرًا في أن تبني كيانًا إنسانيًا راقيًا، تكون أكثر ثقة في نفسك، وتعرف كيف تتعامل مع الآخرين ومع ذاتك.

الخطوات العملية هي:

أولاً: أن تحدد أهدافًا في الحياة، تسعى من أجل الوصول إليها.

ثانيًا: الصحبة الطيبة والرفقة الصالحة.

ثالثًا: أن تخالق الناس بخلق حسن، وأن تدفع الحسنة السيئة تَمْحُها.

رابعًا: أن تجعل أخلاقك عالية رفيعة، وتتعامل مع الناس من خلال هذه الأخلاق، لا من خلال أخلاقهم هم، إن كنت تراهم على خطأ، ويجب أن تقبل الناس كما هم لا كما تُريد، وموضوع الرفقة والصحبة الطيبة هو موضوع أساسي.

خامسًا: مشاركاتك الأسرية يجب أن تكون إيجابية.

سادسًا: برك لوالديك مهم ومهم جدًّا، ويُعطيك دافعًا نفسيًا إيجابيًا.

سابعًا: أنت لديك مشاكل فيما يعرف بالذكاء الوجداني، والذكاء العاطفي، أو الوجداني هو الطاقة النفسية والاجتماعية التي من خلالها يُدرك الإنسان نفسه، ضُعفها وقوتها، ويقبلها، ويحاول أن يطوّرها، ويتعامل معها بإيجابية، وفي ذات الوقت يفهم مشاعر الآخرين ويتعامل معها بإيجابية.

أنت محتاج لأحدٍ يُدرِّبك في الذكاء العاطفي، تواصل مع أحد المختصين في الصحة النفسية، وسوف تجد منه -إن شاء الله تعالى- كل عناية، ويمكنك أيضًا أن تتحصل على بعض الكتب التي تتكلم عن الذكاء العاطفي، مكتبة جرير بها مجموعة ممتازة من كتب الذكاء العاطفي، فيمكنك أن تتحصل على بعضها.

أيها -الفاضل الكريم-: يجب أن تُوقف أفكارك السلبية، ولا تجعلها تسبق أفعالك، لأن الفكر والتفكير على هذه الشاكلة يضر بالإنسان، التسامح مطلوب، وكظم الغيظ، وأن تعامل الناس باحترام حتى يعاملوك باحترام.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً