السلام عليكم

أنا بعمر 31 سنة، رياضي، وأدخن، بداية الأعراض قبل 7شهور تقريباً، أعاني من نغزات في الصدر في الوسط والجهة اليسرى، وتحت الإبط الأيسر، وجهة اليمين في الوسط أعلى الصدر.

أشعر بعدم التوازن وقت المشي، وأحيانا خفقان إذا تكلمت أو ضحكت أحس بالآلام، ورجفة في الأطراف، وقلق وتوتر، وأحيانا وقت التثاؤب أحس بانقطاع النفس، وإمساك، وأحيانا إسهال، وآلام الصدر متنقلة في جهة اليمين واليسار.

لدي ألم في المعدة، عملت جميع التحليل براز ودم وغدة درقية، وعملت جميع تحاليل وأشعة وتخطيط على القلب، وجميعها -ولله الحمد- سليمة، عملت منظار المعدة، والنتيجة ارتجاع أو ارتخاء المريء، وجرثومة المعدة، وصرف الطبيب علاجا ثلاثيا، نيكسيوم400 حبة في الصباح، تافلنيك 500 حبة بعد الغداء، فلاجيل 500 حبتين، لمدة 10 أيام.

راجعت الطبيب النفسي، وقال: إن كل ما أعاني منه هو توتر وخوف وقلق، وصرف هذا العلاج، دوجماتيل حبتين في اليوم، سبراليكس حبة واحدة في اليوم.

الآن لدي خوف شديد من مواجهة الناس، والتحدث معهم، فهي تسبب لي ألماً في المعدة، وتنشد الأعصاب، حتى الرقبة مشدودة بسبب التوتر، فهل هذه أعراض القولون العصبي؟ وما هي نصيحتكم؟

شكراً لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الدلائل تشير إلى أن الأعراض الجسدية من النوع الذي وصفته منشؤها نفسي، والآن أصبح هنالك فرع من الطب النفسي يسمى بالطب النفسي الوصلي –أي ما يصل ما بين الجسد وما بين النفس- أصبح من التخصصات المحترمة جداً ينظر في مثل هذه الأعراض.

أنت الحمد لله تعالى، قمت بجميع الإجراءات الفحصية، وأنا على قناعة تامة أن حالتك نفسية جسدية، وهذه لا نعتبرها مرضاً نفسياً حقيقياً إنما هي ظاهرة، نعم قد تكون مزعجة ومحبطة، لكن بشيء من العزيمة والإصرار سوف تختفي هذه الأعراض، وتكون إن شاء الله تعالى على خير.

أشير إلى أمر مهم جداً، وهو أن تجعل الرياضة منهجا أساسيا في علاجك، لا تستغرب لذلك أبداً، الرياضة أصبح لها قيمة كبيرة جداً في علاج الأعراض النفسية جسدية، هذه النغزات التي تأتي في الجهة اليسرى، وتحت الإبط وفي جهة اليمين، هذه تقلصات عضلية.

التقلصات العضلية ناتجة من القلق، والقلق يتمركز هنا، لأن الناس تخاف على قلوبها، وكذلك حول الجهاز الهضمي، الرياضة وُجد أنها تحسن من الإيقاع الدماغي، وبما أن الدماغ هو الذي يتحكم في أجسادنا سوف يكون هناك انعكاس إيجابي كبير جداً على صحتك.

أنت تعرف -أخي الكريم- فوائد الرياضة، فأرجو أن تأخذ هذا الأمر بجد، وأن تجعل للرياضة نصيباً في حياتك.

لابد أن تتخلص من الفراغ الزمني، والفراغ الذهني، وأقصد بذلك الفراغ المعرفي، أكثر من الاطلاعات، أحضر المناقشات المفيدة المحاضرات الممتازة، وفي نفس الوقت أحسن إدارة وقتك، لأن إدارة الوقت سوف تصرف انتباهك تماما عن هذه الأعراض، وحين يدير الإنسان وقته بصورة جيدة هذا يعني أنه قد جعل لحياته هدفاً سامياً، يخطط للمستقبل، يضع التدابير التي توصله إلى آماله، وهذه يا أخي فيها فائدة كبيرة، وفي نفس الوقت تعود عليك من الناحية الصحية بخير كبير، تمارين الاسترخاء مهمة جداً أيضاً ارجع إلى استشارة إسلام ويب تحت رقم (2136015) وحاول أن تطبق التمارين بجدية.

إذا رجعت إلى طبيبك النفسي مرة أخرى فيمكن أن تطلب منه أن يقوم بتدريبك على هذه التمارين، لأن التطبيق العملي وجد أنه مفيد جداً، وحين يكون المُعالج هو النموذج للمَعالج قطعاً هذا فيه عائد علاجي كبير جداً.

أيها الفاضل الكريم: نحن نحتاج إلى الدعم الإيماني، كلنا نحتاج لأن نكون في معية الله، نحتاج أن نسأل الله تعالى أن يأذن لنا بطاعته، وهذا الجانب أنا متأكد وواثق أنك تهتم به، وسوف تعطيه اهتماماً أكبر، وهذه نصيحة لي ولك، ولكل من يطلع على الرسالة هذه.

العلاج الدوائي أنا أقره تماماً ولا بأس به، سبراليكس دواء متميز وكذلك الدوجمتيل، سوف أترك هذا الجانب لطبيبك، قصدت أن أعطيك الجوانب السلوكية المهمة، والتي أرى أنها سوف تساعدك كثيراً.

أخي الكريم: نعم.. الذي تعاني منه أعراض القولون العُصابي يعني الناتج من القلق، وقد وجهناك هناك لكيفية التخلص منه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.