السلام عليكم

زوجتي تبلغ من العمر 36 عاما, وهي تعمل معلمة للصف الثاني عشر -ثانوية عامة- كما وأن لدينا 5 أطفال, أكبرهم عمره 10 سنوات, وأصغرهم عامان، بدأت تعاني منذ أربعة أيام من آلام في الكتفين, يمتد إلى أسفل الرقبة، ثم بدأ يصعد الألم إلى أعلى الرأس, وتشعر بنمنمة في الرأس من العنق إلى أعلى الرأس.

تحدثني بأنها تشعر وكأنها تلقت ضربة على رأسها, ويخف الألم بعد تناولها حبة (trufen600) مسكنا للآلام، ولعلمكم فهي لديها نظارة, ولكن لا ترتديها إلا قليلا, فنظرها ممتاز, ولكن تتعب, ولا تستطيع في بعض المرات من قراءة الترجمة على التلفاز، كما وأجرينا لها منذ عامين عملية استئصال للمرارة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

إن السبب في هذه الآلام التي تشعر بها زوجتك هو الشد العضلي لعضلات الرقبة, ومعظم آلام الرقبة تنتج عن الإجهاد المستمر للرقبة, والجلوس الخاطئ المستمر لساعات طويلة على المكتب, أو الكمبيوتر, أو قيادة السيارة, وبسبب العادات الخاطئة كالنوم على البطن, أو النوم على وسادة لا تحافظ على الانحناء الطبيعي للرقبة, في وضع جيد، أو النوم على مجموعة من الوسائد العالية.

وقد يكون ألم الرقبة ناتجا عن خشونة الفقرات العنقية, وتحدث الخشونة كنتيجة طبيعية مع التقدم في السن ما بعد الخمسين, وهذا مستبعد عند زوجتك.

في بعض الأحيان يكون الألم بسبب انزلاق غضروفي, وفي مثل هذه الحالة فإن المريض يشعر بآلام تنتشر إلى الطرف العلوي بشكل آلام حادة, مع تنميل في الطرف العلوي, وهذا لا يبدو أنه السبب عند زوجتك, وفي آلام الرقبة الناجمة عن الشد العضلي فإن المريض يشعر بألم وتيبس وتصلب بعضلاتها, وقد تزيد هذه الأعراض مع العمل الطويل في وضع الجلوس أو الوقوف، وقد يسمع المريض صوت احتكاك أو فرقعة مع حركة الرقبة، وقد يشعر أيضا بالصداع والدوار, وقد يشعر المريض بالتنميل إذا كانت العضلات العلوية من الرقبة قد أصابها الشد, فهذا يؤدي إلى الضغط على الأعصاب التي تغذي فروة الرأس, فيشعرون بالتنميل في فروة الرأس.

ينصح المريض في مثل هذه الحالات بتجنب الميل للأمام عند الجلوس على الكمبيوتر, أو في العمل, وإنما تكون الجلسة صحية إلى أبعد الحدود, حتى ترتخي عضلات الرقبة.

والوضع الطبيعي للرأس هو أن يكون على استقامة واحدة مع العمود الفقري, بمعنى أنه عند النظر للشخص من الجانب تكون الأذن على خط واحد مع الكتف، وكلما زاد تحرك الرقبة إلى الأمام من هذا الوضع زادت الضغوط على فقرات وعضلات الرقبة، فكل حركة للرأس للأمام بمقدار (.5 سم) معناه زيادة الضغوط على فقرات الرقبة السفلى بمقدار وزن الرأس وهكذا، لذا يجب المحافظة على الرأس في وضع مستقيم دائما.

والوضع الأمثل للعمل على الكمبيوتر يكون بوضع الشاشة بحيث يكون مركزها في مستوى أنف الشخص الجالس أمامها، وتوضع لوحة المفاتيح بحيث تكون الأكتاف في وضع معتدل وغير مرفوعتين لأعلى، ويكون الكوع مثنيآ بدرجة 90، ويكون المعصم مسترخيا في وضع 30 درجة.

عليها تجنب الاستمرار في وضع الجلوس لفترة طويلة, خصوصا الجلوس الذي تكون فيه مضطرة لتثبيت وضع الرقبة في إتجاه واحد، مثل القراءة أو الكتابة أو مشاهدة التلفزيون، وإذا كان ضروريا ذلك فعليها أن تعتدل وتستريح كل 15 دقيقة على الأقل، والقيام بعمل بعض التمرينات الخفيفة.

كما يمكن وضع قاعدة خشبية مائلة صغيرة على المكتب لتساعد على القراءة, أو الكتابة بدون انحناء الرقبة, بحيث يكون ما تكتبه أو تقرؤه في مستوى النظر.

عليها أيضا تجنب وضع سماعة الهاتف أو المحمول (الجوال أو الموبايل) بين الكتف والرأس، لأن ذلك يؤدي إلى تحميل زائد على فقرات وأنسجة الرقبة.

وعليها تجنب تعريض الرقبة لتيارات الهواء, وتجنب التغيرات المفاجئة للجو, كالانتقال من جو ساخن إلى التكييف البارد.

وعليها تجنب استخدام وسادة صغيرة جدا, أو صلبة, أو من النوع الذي ينضغط بسهولة, بحيث تصبح عديمة الفائدة، ويجب أن تكون الوسادة غير صلبة، ولكن في الوقت نفسه ما تزال تملأ الفراغ ما بين السرير وبين الرقبة, وعند النوم على الجنب, ويجب ملاحظة أن المخدة لا توضع تحت الكتفين بل ما بين الرقبة والكتف.

يمكنها الاستمرار بدواء بروفين 600 مرتين في اليوم حتى يختفي الألم, وتتحسن الأعراض, ويتم تناوله بعد الطعام.

نرجو من الله لها الشفاء والمعافاة.