السلام عليكم

أنا طالبة في المرحلة الثانوية، لدي مشروع متعلق بمرض الصرع، ومسبباته، واجهت مشكلة في إثبات ارتباط مرض الصرع بالشواحن المسربة للشحنات الكهربائية.

من خلال قراءتي عن مرض الصرع اتضح أن زيادة الشحنات الكهربائية عن المعدل الطبيعي في الجسم هي السبب الرئيسي في الإصابة بهذا المرض، فقد أثبت أن الشحنات الكهربائية تنبعث في البيئة من الشواحن إن كانت متصلة بالتيار الكهربائي، وبدون جهاز متصل بها، وإن جسم الإنسان يمتص هذه الشحنات إن قلت مقاومته لها.

قد اتضح من خلال عملي للاستبيان أن 100 شخص من بين 150 شخص من مستخدمي الشواحن الذكية لا يقومون بفصل الشواحن بعد الانتهاء من شحن أجهزتهم أو قطع التيار عنها، وأن 32 شخصا يتركونه متصلا طول اليوم !

هل من الممكن أن الشحنات الكهربائية التي تتسرب من الشواحن تسبب مرض الصرع أو تزيد من أضراره بالنسبة للمصابين بهذا المرض؟!

ما هو المعدل الطبيعي للشحنات الكهربائية في الجسم؟

وشكراً جزيلاً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعجبني تمامًا تطلعك وطموحك العلمي الجميل واهتمامك بالأبحاث، أسأل الله تعالى أن تكون هذه البداية بداية رائعة، ونراك عالمة مسلمة في المستقبل، تخدم أمتها وذويها ونفسها.

أيتها الفاضلة الكريمة: أود أن أوضح أمرًا هامًّا جدًّا:
حين نتكلم عن مرض الصرع، اللفظ أو التعبير المتداول بين الناس هو (زيادة الشحنات الكهربائية) هذا التعبير ليس صحيحًا، لا توجد أي زيادة في الشحنات الكهربائية في دماغ الإنسان، إنما هو نوع من الاضطراب في المسارات الكهربائية تحدث نتيجة لظهور بؤرة صرعية في مكان معين، وهذه البؤرة يتم إظهارها من خلال الذبذبات الغير طبيعية في المسارات الكهربائية المعتادة والتي نشاهدها من خلال رسم الدماغ.

استُعملت كلمة أو لفظة (زيادة الشحنات الكهربائية) لتخفف على الناس، لأن كلمة (الصرع) كلمة صادمة وارتبطت بالكثير من الوصمة الاجتماعية، مثلاً هذا التعبير – أي الصرع – مقبول جدًّا في اللغة الإنجليزية، ولم أسمع مطلقًا ولم أقرأ ولم أطلع على أي لفظة باللغة الإنجليزية تقول إن الصرع هو زيادة في شحنة كهرباء الدماغ.

إذًا المسمى مسمى خاطئ – أي: زيادة الشحنات الكهربائية – لا يحمل أي تعبير علمي حقيقي، إنما هو للتخفيف عن الناس، هنالك اضطراب، أو عدم انتظام، أو تأرجح في الذبذبات الكهربائية التي تؤدي إلى ظهور التشنجات المختلفة بأنواعها المختلفة حين تنطلق من هذه البؤر الصرعية.

إذًا الاستبيان الذي قمت به بالرغم من أنه جهد علمي محترم جدًّا، لكن لا أعتقد أنه سوف يوصلك لمن يعاني من الصرع أو لا يعاني من الصرع، الصرع هو تشخيص إكلينيكي يعتمد على رؤية العين، وبالنسبة لتخطيط الدماغ: يكون إيجابيًا فقط في حوالي خمسين بالمائة من الذين يعانون من مرض الصرع.

بالنسبة لموضوع الشواحن الذكية والأجهزة المشابهة: دار الحديث الكثير حولها، لكن لم يقل هناك أحد إنها تُثير الصرع، تحدث أنها تُثير الصداع، أنها تسبب مشكلة في التركيز، لكن لم آت أبدًا على دراسة محترمة تُشير أن هذه الشواحن هي أحد مسببات مرض الصرع، لكن قطعًا التحوط مهم جدًّا، لأن مرضى الصرع ننصحهم كثيرًا ألا يتعرضوا (مثلاً) إلى الأنوار الساطعة، هي تعتبر أحد المثيرات.

كذلك القلق النفسي الشديد يعتبر أحد المثيرات، وأتصور وأتوقع أن استعمال التليفون أو اللاب توب أو الكمبيوتر لفترات طويلة ربما أيضًا تكون أحد المثيرات التي تُثير البؤرة الصرعية.

هذا هو الذي أود أن أذكره لك، أما سؤالك حول المعدل الطبيعي للشحنات الكهربائية في الجسم: لا علم لي بهذا الأمر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.