الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني الشك في كل ما أقوم به من أعمال حتى الصلاة، ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ثلاثة أشهر من هلوسة الشك والخوف، صرت أشك بأي عمل أقوم به، حتى أشك في صلاتي، بالإضافة إلى التوتر والقلق، وكثرة النوم لساعات طويلة وخمول، والخوف بلا سبب.

وأتمنى الفائدة، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مصطلح كلمة هلوسة لها معنى معين في الطب النفسي، ويُقصد بها أن الإنسان إما أن يسمع أصواتًا أو يرى أشياء غير موجودة، أو تكون له أفكارًا ظنانية شديدة، ويسيء التأويل في كل شيء، وهذه الظاهرة نشاهدها في الأمراض العقلية.

أنا لا أعتقد أنه لديك هلوسة، إنما لديك وساوس شكوكية، خاصة الشك في أمر الصلاة والتردد في إنجاز ما تودين القيام به، وكذلك وجود التوتر والقلق، وكثرة النوم يشير أيضًا إلى عسر المزاج.

إذًا حالتك من وجهة نظري -وحسب المعلومات المتاحة وإن كانت قليلة- أرى أنك تعانين من وساوس قهرية وليس من هلوسة شكوكية -كما ذكرت-.

طبعًا إذا ذهبت إلى الطبيب النفسي هذا سوف يكون أفضل ويجعل الأمور أكثر وضوحًا، لكن إذا لم تستطيعي الذهاب فأرجو أن تذهبي إلى الطبيبة في المركز الصحي لتقومي بإجراء بعض الفحوصات، لأن الشعور بالخمول إما أن يكون سببه الاكتئاب أو عجز في هرمون الغدة الدرقية أو ضعف في الدم، أو مجرد نوعًا من التكاسل.

بعد أن تقومي بإجراء هذا الفحص والتأكد من سلامتك يمكن أن توصف لك أحد الأدوية الممتازة المضادة للوساوس الشكوكية، هنالك دواء متميز يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين) وهو تقريبًا معروف لجميع الأطباء، فأرجو الاستفادة منه.

بالنسبة للشك في أثناء الصلاة: احرصي دائمًا أن تكوني صارمة مع نفسك ولا تعيدي الصلاة أبدًا، والعلماء الأفاضل قرروا ذلك تمامًا، وبالنسبة لشكوكك حول الأمور: حاولي أن تكوني أكثر صرامة وإصرارًا مع نفسك، والجئي للاستخارة، فحين تضعي أمرك بين يدي من يختار لك الخير هنا تطمئن نفسك ويزيل عنك التردد.

حاولي أيضًا أن تكوني معبرة عن نفسك، وتواصلي مع أسرتك، ويا حبذا أيضًا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، سوف تستفيدين كثيرًا من خلال التفاعل الاجتماعي مع الدارسات والداعيات، وتدارس القرآن الكريم هو شيء عظيم جدًّا.

كوني صارمة مع نفسك في موضوع كثرة النوم، هذا لا يفيد أبدًا، ارفعي همتك، واصري أن تديري وقتك بصورة صحيحة.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً