السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أنا فتاة عمري 25 سنة، أنهيت دراستي من المرحلة الثانوية ولم أستطع أن أكمل دراستي الجامعية لأسباب مادية وأسباب أخرى.
عندما كنت في المرحلة الابتدائية كنت فتاة متفوقة ونشيطة وجريئة، وهبني ربي صوتاً جميلاً في قراءة القرآن، فكنت موجودة دائماً في الإذاعة المدرسية أتلو القرآن، وكنت حينها محبوبة من جميع طالبات المدرسة ومعلماتها، ومعروفة بينهم لكثرة ظهوري في الإذاعة المدرسية.
شعرت مرة وأنا أقرأ بخوف شديد، حتى أصبحت يديّ ترتجف لدرجة أن القرآن والمايكروفون كانا سيسقطان من يديّ، كانت هذه أخر مرة أشارك في الإذاعة، بعدها أصبحت أرفض المشاركة، إلى أن انتقلت للمرحلة المتوسطة، أصبح كل من يراني يتعجب لم أصبحت هكذا! لم تغيرت، قد كنت مختلفة تماماً، واستمرت حالتي حتى تخرجت من المرحلة الثانوية، أصبحت انطوائية لا أشارك الناس أفراحهم وأحزانهم، لدرجة أنني أستمر بالأشهر وأنا لم أخرج من المنزل، أصبحت خجولة جداً، لدرجة أنني أرتجف إن خالطت أناساً غرباء، دائماً أفضل أن أبقى وحيدة، وأبعد كل من يحاول الاقتراب مني، لا أبتسم، دائماً ما أجد وجهي عابسا، ليس لدي رغبة في فعل أي شيء، وأصبح وزني زائدا جداً، لا أعلم ما السبب؟
حاولت أن أتغير ولكن لم أستطع، ابتعدت عن صديقاتي، مع العلم بأنهن يحاولن التواصل معي لكنني أتهرب منهن، كثيراً ما أرغب في البكاء، أنا أكتب الرسالة وعيناي ممتلئتان بالدموع، أشعر بأن سنوات عمري رحلت سريعا دون أن أفعل شيئاً في حياتي، أشعر بأن لا فائدة من وجودي، حاولت أن أكمل دراستي ولكن دائماً الظروف ضدي، لا أحد يشعر بي، دائما إخوتي يصفونني بالسلبية، حتى أنني أجيد الرسم وكتابة الشعر، لا أحد يبدي إعجابه أو اهتمامه بما أفعل، لا أحد يشجعني، وحين أنشر رسوماتي أو أشعاري على مواقع التواصل الاجتماعي، أتعجب من تعليقاتهم واهتمامهم، كم أتمنى لو كان هذا الاهتمام وهذه المحبة من عائلتي، لا يثقون بقدراتي، حتى أن أبي قد قال لي جملة أحملها في صدري من حينها، لأنها آلمتني جدًا، قال لي: أنا أعلم حتى لو أكملت دراستك لا فائدة من ذلك ولا فائدة منك.
أحيانا أتمنى لو أذهب لطبيب نفسي حتى أتحدث معه ويسمعني، أتمنى أن تساعدوني، خائفة أن تستمر حياتي على هذا النحو، خائفة أن أرحل وأنا لم أنجز شيئا في حياتي، خائفة أن أظل وحيدة.