السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على موقعكم الرائع، وجزاكم الله خيرًا..

أنا طالبة جامعية، عمري 20 سنة، مقبلة على الزواج، طولي 163 سم، ووزني يتراوح بين 55،54،53،52 كجم، وفي السنة الماضية كان 50 كجم، وأريد أن أصبح 45 كجم، مشكلتي هي البوليميا.

أرجوكم أنقذوني منها قبل فوات الأوان، فأنا أكره نفسي، وأكره الحديث مع الآخرين، ولا أطيق أي شيء، بدأت معاناتي منذ سنة تقريبًا، وتعبت منها ومن شهيتي المفتوحة، فلا أستطيع السيطرة عليها إطلاقًا.

أرجوكم ساعدوني، فأنا عندما أقول في نفسي: اليوم لن أتقيأ، ولن آكل كثيرًا، لأن التقيؤ حرام، حرام أن أرمي بنعمة الله في المرحاض -أستغفر الله-، ولكني لا أستطيع، هناك صراع داخلي، بسببه أصبحت عصبية وأبكي كثيرًا، وخائفة من أن أصبح سمينة يومًا ما، أو ينادونني بالدبة، أفضل الموت على أن أصبح سمينة!

أنا -والحمد الله- أمارس رياضة المشي لمدة 20 دقيقة يوميًا، ولكن البوليميا تقتل شبابي وسعادتي، فأنا أموت تدريجيًا، أنا حقًا أتعذب ولا أحد يحس بي، أسأل الله الشفاء في أسرع وقت؛ لأني لا أريد أن أموت وأنا أمارس هذه العادة البشعة التي لا تليق بفتاة مثلي، ولكن فقط أريد الإعانة، أعينوني أرجوكم فليس لدي أحد غيركم بعد الله ليصدقني بما أحس به.

أرجوكم: أريد أن أعيش حياتي كفتاة طبيعية، قبل أن أرحل وأنا على هذه العادة، أرجوكم أعينوني!

وأشكركم جزيل الشكر، وأسأل الله أن يسعدكم، ويبعد عنكم الضر بإذنه.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلًا الأعراض التي تشتكين منها هي أعراض البوليميا، والبوليميا ليست زيادة في شهية الإنسان للطعام، وإنما هي تناول الطعام بكثرة ثم السعي للتخلص منه، وهذا يؤدي إلى ارتياح نفسي مؤقت، ولكن قطعًا البوليميا في نهاية الأمر قد تؤدي إلى فقدان الشهية العصبي للطعام، وما يتبعه من أعراض، ونحو ستين إلى سبعين بالمائة من الذين يعانون من البوليميا والحالات المشابهة؛ يكون لديهم عُسر مزاجي، وهذا العسر المزاجي يظهر في شكل اكتئاب.

إن وزنك الآن معقول وجيد، وإرادتك نحو التحسن أيضًا واضحة وجيدة، وهذا سيساعدك كثيرًا، والمطلوب في حالتك قطعًا هو أن تقابلي أحد المختصين، لأنه من الصعب جدًّا على الإنسان أن يتخلص من البوليميا وحده، ولا أريد أن أحبطك بهذا القول، والذي أقصده هو أن يكون هنالك نموذج علاجي أمامك، ودائمًا المختص هو أفضل نموذج للعلاج، وليس من الضروري أن تقابلي طبيبًا نفسيًا، إنما أخصائية نفسية لمرة أو مرتين، وستوضح لك البرامج المساندة والتي تقوم على: ألا تتناولي الطعام لوحدك، وأن تتفقي مع أختك أو صديقة أن تكون دائمًا هي النموذج الذي تتبعينه في تناول الطعام، ولا بأس من ممارسة الرياضة، ولكن يجب أن يكون ذلك بصورة محدودة وراشدة.

الأمر الآخر: هو تناول الأدوية، فهنالك دراسات كثيرة جدًّا تشير أن الـ (بروزاك) والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين) دواء ممتاز جدًّا لعلاج هذه الحالات، فحين تتوجهين إلى المختص قطعًا سيصف لك البروزاك، لأن الدراسات كلها تشير إلى نفعه وفائدته، وأعتقد أنه في ظرف شهرين من تناول الدواء مع الدعم السلوكي سوف تتحسن أمورك جدًّا، وهذا هو الذي أنصحك به، وأبشرك بأن حالتك -إن شاء الله تعالى- ستُعالج، وعليك اتباع ما ذكرته لك من نصائح وإرشاد.

وبالله التوفيق.