السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أود أن أعتذر فأنا سأثقل عليكم قليلاً.
ثانياً: أود أن أثني عليكم، وعلى موقعكم الناجح كثيراً، وفقكم الله وإياي للطريق المستقيم.
أبلغ من العمر 16 عاماً، أعاني من عدة مشاكل في التركيز، غالباً أفقد تركيزي لأتفه الأسباب، مثلاً عندما يوجد شخص في الغرفة التي أكون فيها لا أستطيع قراءة القرآن، أو لا أستطيع الاستماع للبرنامج الذي أتابعه، فتأتيني أفكار كثيرة عن ماذا يفكر بي هذا الشخص عندما يراني هكذا؟ أو لو كان هناك صوت، ماذا يفكر حينما يسمع هذا الصوت؟ وأفكار تافهة أخرى، أستعيذ وأحاول الانسجام لكن تظل المشكلة، وخاصة إذا كان برنامجاً أو شيئاً أسمعه، فينصب تفكيري على الشخص الذي دخل أو بجواري، في ماذا يفكر حينما يسمع هذا؟
أتعبتني هذه المشكلة التي يراها بعض الناس أنها غباء، أو فضولا زائدا كما قيل لي، حتى عند الصلاة -أستغفر الله- لو دخل أحد عليّ، لا أستطيع إكمال الآية التي أقرؤها، بدأت الوساوس تنقض علي، أصبحت أرى ما أفعله من طاعات رياء، لأني عندما أفعل طاعة ويدخل أحد عليّ أرتبك، وأبدأ بالتفكير في ماذا يفكر فيّ هذا الشخص؟ أنا خائفة أن ما يصيبني هو رياء حقاً، أعلم عاقبة الرياء، وخائفة أن يعاقبني الله، أصبحت حياتي تفكيرا في تفكير، إضافة للوسواس القهري في ديني الذي أصابني منذ فترة، تأتيني أفكار أعيذني وإياكم بالله منها، وجدت أن حلها هو الاستعاذة، والانتهاء عن الأفكار التي تراودني، رغم أنها تغلبني أحياناً.
أصبحت أكره نفسي، أشعر أني بدون شخصية، أعلم أن ما أفعله خاطئ، لكن لا أستطيع إيقاف تفكيري، أحياناً وأنا أقوم بعمل مهم، أجد نفسي شاردة الذهن في أشياء أخرى، أحلم أن أكون كاتبة، فأنا أحب الكتابة كثيراً، فهذا زاد الطين بله، أجد نفسي كثيراً أفكر فيما سأكتبه في وقت غير مناسب! باختصار لا أعرف كيف أرتب أفكاري، وخائفة جداً إن كان مسّ ديني الرياء، إضافة لفقدي تركيزي.
أنا آسفة فقد أطلت عليكم، لكني ضائعة بحق، اليوم خطر لي أن أطرح مشكلتي عندكم، علماً أني متابعة لكم منذ وقت طويل، ولا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي، ولا أستطيع حتى شراء الأدوية، الحالة المادية صعبة قليلاً، إضافة أني إذا تكلمت مع أحد، سأجد الضحك والاستهزاء أو التجاهل.
جزاكم الله كل خير، وجعلكم الله الوسيلة لهدايتي.