السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أعاني من وجود خلافات وشك بين أبي وأمي، وعدم ثقة بينهم، نشأت وأنا أقرب لأمي، وأنا الآن أجد الناس يحذرونني من أمي؛ لأنها تقول كلام سيئاً على أبي، مع العلم بأنها هي التي تنفق علينا على الرغم من أنها ربة منزل، وأبي هو الذي يعمل وينفق، ولكنه إلى حد ما لم يراع الزمن في حساباته، فبعدما كنا ميسوري الحال أصبحنا مدينين، ومطلوب منا حاجات كثيرة، فكلنا -والحمد لله- تعليمنا عال، وأخي الأصغر متفوق، وسيدخل الثانوية مثلنا إن شاء الله.
وأريد أن أعرف كيف أصلح من أمي، وأجعلها ودودة مخلصة حافظة لأسرار زوجها، لا تسبه أمام الناس في غيبته، وكيف أصلح من حال أبي الذي ينفق بدون حساب إذا أتى معه فلوس، على العلم من أنه بدأ يسمع من الناس ما تقوله أمي عنه، لدرجة أن أمي أحياناً تقول: إني أعتبره ميتاً.
أمي مدبرة جداً، وتعمل على تجهيزي بدون علم، والدي وأبي حنون للغاية، لكنه عندما يغضب يسب أمي ويضربها، وهي لا تمتص غضبه بل تزيده، ونحن لا حول لنا ولا قوة بينهم.
الاثنان بعيدان كل البعد عن الدين، وأنا أحاول معهم، فأنا محجبة وسأرتدي النقاب قريباً إن شاء الله، وأصلي، وأحاول أن أغير أمي، ولكني عندما أوضح لها خطأها أشعر منها بالعناد، وتقول لي: حتى لو علم أبي بما تقوله لا يهمها.
كنت أظن أن أمي دائماً على صواب، ولكني بعدما سمعت من الناس، وشكواهم من أمي، ومواقف لم أكن أعلمها بحكم وجودي في المدينة الجامعية وبعدي عنهم؛ أحسست بأني لا أعلم أيهم على الصواب وأيهم على الخطأ.
مع العلم بأني أعمل في القاهرة، حتى في الإجازة أسكن عند خالتي، أي: لا أعيش معهم طويلاً.
أتمنى من الله عز وجل أن يوفقكم في حلٍ تنصحونني به، يريحني ويريح إخوتي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.