السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء إيصال هذه الرسالة للدكتور/ محمد عبد العليم في أقرب وقت وفرصة، ولكم جزيل الشكر.
أنا لدي خجل أو رهاب اجتماعي مكتسب بسبب عدم مخالطتي للناس بعض الشيء، فما العلاج؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء إيصال هذه الرسالة للدكتور/ محمد عبد العليم في أقرب وقت وفرصة، ولكم جزيل الشكر.
أنا لدي خجل أو رهاب اجتماعي مكتسب بسبب عدم مخالطتي للناس بعض الشيء، فما العلاج؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
رسالتك مختصرة جداً، وقد ذكرت أن لديك رهابا أو خجلا اجتماعيا، والرهاب فعلاً يكون مكتسباً، وأما الخجل فقد يكون منذ الطفولة الأولى، والسبب لديك لأنك لا تخالط الناس.
وقطعاً الخجل أو الرهاب يدفع الإنسان لتجنب الآخرين، وهذا يزيد من الرهاب والخجل، كنت أتمنى أن تكون هنالك تفاصيل أكثر، لكن على ضوء ما هو متوفر أقول لك: أن الرهاب الاجتماعي والخجل يمكن علاجه، يجب أن تحدد المواقف التي تحس فيها بالخوف والتوتر، وتسعى لتجنب هذا الخوف، وتعزم مع نفسك عزيمة قوية أنك سوف تحقر هذا الخوف، وأنك سوف تقتحم هذه المواقف.
صحح مفاهيمك، بعض الإخوة والأخوات الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي دائماً يأتيهم تصور أن الآخرين يقومون بمراقبتهم، وأنهم سوف يفشلون في الموقف الاجتماعي الذي يتطلب المواجهة حتى وإن كانت عادية، هذا الكلام ليس صحيحاً، لن تفشل أمام أي أحد، ولا يراقبك أحد، وحتى إن كنت تحس بالخوف أو تسارع في ضربات القلب، أو يأتيك شعور بجفاف الفم، أو التعرق أو التلعثم، هذه خاصة بك أنت، ولا أحد يراقبها ويطلع عليك، هي مجرد تغيرات فسيولوجية تحدث في الجسم لتهيئه من أجل المواجهة الصحيحة.
نحن أمة مسلمة، ولدينا فرص عظيمة للقاءات الجماعية التي هي ضرورية ومفيدة، وهي جزء من عقيدتنا، وأهم هذه اللقاءات الجماعية هو حضور صلاة الجماعة، احضر صلاة الجماعة في المسجد للتخلص من هذا الخجل والرهاب، فحين تدخل المسجد، وتذكر دعاء الدخول، ثم تصلي تحية المسجد، وتنظر في جنبات المسجد وتقف في الصلاة، خاصة الصف الأول، هنا تكون قد كسرت شوكة الخوف، في المساجد الإنسان يتعرف على الإخوة، ويحس أنه في بيت الله وأنه مطمئن، هذه طريقة علاجية مهمة.
وحضور مجالس وحلقات العلم والتلاوة، وجدناها من الأنشطة المهمة والمفيدة للتخلص من الخوف الاجتماعي، لأن في هذه الحلقات الإنسان يعرف أن الذين حوله كلهم أفاضل، لا أحد يستهزئ أو يستخف به، والناس يتفاوتون في درجة معرفتهم بالقراءة، فهنالك المبتدئ و المتمكن وهكذا.
وجد أن الرياضة خاصة الجماعية تساعد كثيراً للتخلص من الخوف، مشاركة الناس في مناسبتهم وتلبية الدعوة، وزيارة المرضى، تعرضك للوضع الاجتماعي الذي تكون فيه نفسك مطمئنة جداً، فاحرص على هذه المكتسبات والأنشطة.
طور مهاراتك الاجتماعية، مثل أن تسعى دائماً للبدء بتحية الإسلام، هنا تحس أنك استعملت اللغة اللفظية، ولابد أن تنظر وتتبسم في وجه من تحييه، لأن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وربما تشد على يده وهنا تكون استعملت حاسة اللمس والنظر واللفظ، هذا يقلل من الرهاب، فأكثر من هذه الممارسات بقصد العلاج، وهذا -إن شاء الله- يزيل الخوف والخجل والرهاب.
بعض الأحيان يحتاج من يعاني من الخجل إلى بعض الأدوية، وهناك أدوية ممتازة، وأنا أفضل أن تقابل أيا من الأطباء النفسيين، والمملكة فيها أطباء متميزين جداً -ولله الحمد-.
وبارك الله فيك.