السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
علمائي الأفاضل، قبل أن ابدأ بطرح استشارة جديدة أرجو أن أجد لها عندكم ما أداوي به العيّ في صدري ونفسي، أود أن أشكركم على الإجابات السابقة لاستشاراتي، وأنها آتت أكلها وأثمرت في نفسي -ولله الحمد-.
أعاني من مشكلة لولا الأمل في الله لقلت: بأنه لا حل لها !!
فأنا لدي حالة من اللامبالاة رهيبة, لا مبالاة في كل شيء، فأنا أعرف أن الناس منهم صنفان: من هو مهتم بالدين؛ فهذا يبارك الله له دينه ودنياه, وآخر أهمل دينه ولكنه تجده منتجًا في الجانب الدنيوي, أما أنا فلا تميّز في أمور الدين ولا الدنيا, لا مبالاة في ديني ودراستي وسائر الأعمال التي ألزم بها.
أما في أمور الدين: فأنا وكأنني لن أموت ولن أحشر، ولن أقف بين يدي الله وسائلي عمَّا صنعت فيما خلقني لأجله؟
أحاول قدر المستطاع الالتزام بالدين، ولكن ما أحببت أن ألتزمه فقط!! أي: أنني اقرأ القرآن وأصلي القيام وهكذا من العبادات، ولكن متى أرادت نفسي ذلك ولا ألزمها أبدًا؛ لأنني أخاف إن ألزمتها أن تتفلت من بين يدي، وتترك حتى العبادات اليسيرة التي أقوم بها في اليوم والليلة.
مع أنني أحفظ القرآن وأدرس التجويد، وأشارك في العمل التطوعي قدر المستطاع، ولكنني حقًا مقصرة في جانب الله، وأستشعر جرأة مني عليه.
أقوم للصلاة غالبًا في آخر وقتها، ولا تكون قضاءً، ولكنني وددت لو صليتها في وقتها الحاضر، لكنه التسويف والكسل واللامبالاة!! حاولت أكثر من مرة أن أجدد الإيمان في قلبي وألتزم بالصلاة في وقتها، وأن أتبع كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- قدر المستطاع, ولكنها أيام وأعود إلى الفتور من جديد.
أما أمور الدنيا: فإن دراستي في ضياع، نعم هي علي صعبة، ولكنني لا أجتهد فيها قدر صعوبتها، فها أنا على مسافة شهر من تسليم مشروع التخرج ولكنني غير مهتمة تمامًا، والمفترض بي الاهتمام وخاصة بعد النتيجة السيئة جدًا في الفصل الأول، فلا أقدمه على الأشياء التي أقوم بها في اليوم، وأنا أقوم بها لأنني أحبها، ولكنني لا أراعي الأهم فالمهم، بل ابدأ بما تميل إليه نفسي وتفعله راضية فرحة به.
وقس على ذلك أمور دنياي كلها، فلكم أن تتخيلوا قدر الفشل الذي أعيشه بسبب الأسلوب الذي أتبعه في حياتي، وهو باختصار -اللاأسلوب- فأنا ليس عندي قاعدة أمشي عليها، بل قاعدتي هي اتباع هواي وما أحب !!! والنتيجة الطبيعية لكل هذا هو عدم الفلاح، وأستشعر عدم التوفيق فيما أصنع وقلة البركة.
أسأل الله أن يوفقكم ويجعل نجاتي، في الدنيا والآخرة على أيديكم، فأنتم ملجئي في الشدائد بعد الله -جل وعلا-.