الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شكلي غير جميل وهذا ما سبب لي العقد...فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

لدي كره لشكلي, بمعنى أني لا أستطيع النظر في المرآة أو التصوير الفوتوغرافي, لدرجة صار عندي رهاب من الكاميرات, أيضا لدي حركات غير إرادية في الوجه, وقلق وفقدان ثقة في النفس, واكتئاب.

ذهبت إلى طبيب وأخبرته بمشكلتي, لكن لم أخبره بأني أكره شكلي, وأكره النظر إلى المرآة, لكن أخبرته بأني أعاني من انعدام الثقة بالنفس, ومن اكتئاب وقلق وتوتر, وحركات غير إرادية.

وصف لي فلوكستين (بروزاك) 40 ملي جراما, و(ايبيليفاي) 10 ملي جراما, نصف حبة, أي 5 ملي جراما، طبعا تدرجت في الفلوكستين إلى 40 ملي جراما.

فما رأيكم في هذه الأدوية؟ وهل تحل جميع مخاوفي والحركات غير الإرادية؟ أم تحتاج إلى إضافة دواء؟

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فموضوع كره الذات وألا يقتنع الإنسان بشكله أو يرى أنه معيب في مظهره، هذه علة معروفة في الطب النفسي وإن كانت نادرة، وهي تعتبر نوعًا من الأمراض العُصابية –أي القلقية– وربما تأخذ الطابع الوسواسي أيضًا، وأبحاث كثيرة جدًّا أشارت أن عقار (فلوكستين) الذي وصفه لك الأخ الطبيب –وكذلك الإبليفاي– هو من أفضل أنواع الأدوية التي تفيد في علاج هذه الحالات، فجزى الله خيرًا هذا الأخ الطبيب.

وأرجو أن تستمر على العلاج، وأن تتابع معه، علمًا بأن الفائدة العلاجية القصوى من هذين الدوائين تظهر بعد شهرين إلى ثلاثة من بداية تناول الدواء، فاصبر عليها، ولا تستعجل النتائج، وإن شاء الله تعالى سوف تكون مخرجات العلاج ممتازة جدًّا، وسوف تحس بتحسن كبير.

وحتى تدعم العلاج الدوائي لا بد أن تكون لك ثقة في نفسك، لا بد أن تخالف مزاجك ورغباتك، انظر إلى نفسك في المرآة متى ما كان ذلك ضروريًا، وتذكر أن الله تعالى قد أحسن خلقك وخُلقك، والرجل دائمًا يجب أن يقيس نفسه بأخلاقه وسلوكه ونفعه لنفسه وللناس، هذه هي المقاييس المهمة والضرورية، ويجب ألا ننشغل بأشكالنا وطريقة تكوين أجسامنا كثيرًا.

نصيحتي لك أيضًا: أن تحاول أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب ممارسة الرياضة بصفة مستمرة، وتنظيم الوقت، وأن يكون وزنك وزنًا طبيًّا، وأن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، وأن تزود نفسك بالمعرفة، وأن تكون حريصًا على عباداتك والتواصل الاجتماعي.

دائمًا الحياة الصحية إذا أخذها الإنسان نمطًا في حياته تساعده كثيرًا من الناحية النفسية، وكذلك من الناحية الجسدية.

إن شاء الله تعالى الحركات اللاإرادية سوف تنتهي، فهي نتاج لقلق وليس أكثر من لك.

لا بد أن تدخل في برامج عملية تطور عملك الحر الذي تمارسه، وتكوِّن لك أهدافًا واضحة، وتتواصل اجتماعيًا وتكون متفائلاً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً