السؤال
السلام عليكم..
أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما, أعاني من مشاكل في داخلي, وصراع مع الذات, أحس أنني أقل من الآخرين, ولست متميزا, أفتقد العزيمة والثقة بقدراتي, بدأت تتلاشى مني, فأحاول الخروج من هذه الدائرة المظلمة التي أشعر بها, أنجح قليلا مدة أيام ثم أعود إلى نفس الدائرة.
مشكلتي أشعر أنها بدأت منذ طفولتي؛ لأنني أشعر أنها لم تكن لها قيمة أبدا, مع أنني كنت حينها طالبا مجتهدا ومتفوقا ومحبوبا من الجميع, ولله الحمد, وإلى الآن, ولكن أقصد من ناحية أن طفولتي ليست كطفولة الآخرين, فكنت آخر ابن في الأسرة, وكل إخوتي الذكور متخرجون, وأنا الوحيد الذي مع والدي.
كانوا يحرصون علي كثيرا, ويمنعاني من الخروج من المنزل برفقة من هم بعمري, بحجة أنهم يخافون علي من الخراب والأذى, فكنت أموت قهرا بسبب ذلك.
حتى وقت مراهقتي كانت طفولتي روتينية بحتة, وحتى مراهقتي لا يوجد فيها مغامرة ممتعة أتذكرها, وأقولها مثل أصدقائي الذين يتحدثون عن طفولتهم ومراهقتهم, وما فيها من تشويق, وكذلك مراهقتي التي لا أعلم هل عشت حياة المراهقين أم لا, ما هي إلا تغيرات طرأت على جسدي فقط.
أصبحت أقول لنفسي أنا إنسان مختلف عن جميع المراهقين, وعاقل ولست مثلهم, حتى صدقت نفسي بذلك حتى لا أشعر أنني محروم.
الآن أنا أدرس الطب, وهي حلم حياتي, لكن الضياع الذي أنا به والإحباط؛ أرهقني, وعقدة النقص والمقارنة بيني وبين أصدقائي الطلاب جعلتني أردد كلمة: أنا فاشل ولست مثلهم, والسبب الرئيس الذي جعلني أنتقص نفسي عدم تمكني من إجادة اللغة الإنجليزية التي هي أهم شيء في الطب, وبدونها سأخفق.
حاولت التعلم لكن الإحباط قتلني, وجعلني لا أفعل شيئا سوى أن أقول بداخلي أنا لا أستطيع, وحلمي الذي أعتمد عليه الآن إن لم يتحقق سأتمنى الموت آلاف المرات؛ لأن تحقيق حلمي هو الذي سيعوضني عن كل شيء انحرمت منه, ولم أستمتع به مثل الآخرين.
أنا الآن تائه, أجهل ذاتي كثيرا, وأحس أنني أناقض نفسي, ولا أستطيع البوح لأحد, حتى إخوتي أتعامل معهم برسمية, وبيني وبينهم حواجز؛ لأنني أصغرهم, ولم أعش معهم كما عاشوا هم سويا.
الناس يمدحون هدوئي وبرودي, ولا يدرون أن داخلي يحترق, فالتفكير أتعبني جدا.
أفيدوني فأنا أحتاج المساعدة.
وشكرا.