السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الذي أجد فيه خير النصيحة، وأنا أفتقدها في كل من حولي، سواء بسبب الخجل، أو عدم التقدير، والفهم من الآخرين، مما قد يترتب عليه مشاكل.
وأعتذر ربما تطول الاستشارة؛ لأن الأمر يحتاج لتوضيح بعض التفاصيل.
أنا فتاة مخطوبة، وعقد علي زوجي من 10 أشهر، ثم سافر للعمل بالخارج؛ ليستطيع تجهيز بيت الزوجية، وبعد عام من العقد سافرت أنا إلى نفس البلد؛ لأن أبي يعمل بها أيضًا.
المشكلة الأولى هي: تأخر الزواج كثيرًا؛ لأن بيت الزوجية يتطلب وقتًا، وأموالًا كثيرة، فأنا تخرجت من الجامعة، ولا أعمل، وليس هذا ما يضايقني من تأخير الزواج، ولكني لا أرى زوجي إلا كل شهر، وأحيانًا كل شهرين لبعد المسافة بيننا، وتحدث مضايقات لي في هذه الزيارات؛ حتى صرت مع مرور الوقت أكره زياراته بسبب تدقيق أهلي في تفاصيل كثيرة تضايقهم من زوجي تتعلق بأمور اجتماعية، ومادية، ويتوجهون بالنقد إليَّ، ومن ناحية أخرى زوجي يريد بعض حقوقه في الاستمتاع بي في هذه الفترة، وقد رفضت ذلك لكنه يُصِرُّ.
وأنا أشعر في هذه اللحظات بالتوتر الشديد، وأخاف أن يرانا أبي أو أمي؛ لأنهما يكثران الدخول والخروج علينا، ومرة دخلت أمي فجأة لكن دون رؤية شيء، فصارت تنبهني كثيرًا، وتدقق في كل شيء، في ملابسي، وتصرفاتي، وكلامي، حتى أصبحت أشعر أنه شك، وقلة ثقة، ولم تترك لي مساحة لأحكي لها شيئًا، وأنا أرى أنها لا تتعامل بحكمة أبدًا في هذا الأمر، بل تُحَكِّمُ غيرتها، وخوفها علي، حتى وإن أثر ذلك على مشاعري، ثم حدث لي موقف مخجل جدًا معها، وما زال يؤثر في نفسى وهو: أنها دخلت فجأة، ولم يعجبها ما رأت، وكانت ردة فعلها سيئًة جدًا علي وعلى زوجي، وتكلم معها زوجي، وجاء لها بالفتاوى في هذا الأمر، وأنه من الاستمتاع المباح في هذه الفترة، ولكنها آذتني كثيرًا بعد ذلك، ولم تتفهم الأمر، وزاد إيذائها لي بالكلام الجارح، والشك، والمعاملة السيئة جدًا، وكأني فعلت حرامًا والعياذ بالله، وكل هذه الأمور تجعلني أشعر برغبتي في تعجيل الزواج، أو على الأقل إتمامه في ميعاده المتفق عليه، ولكن للأسف الظروف المادية لزوجي تدهورت أكثر، وترك عمله بالخارج، ويبحث عن فرصة أخرى، وهذا يعني تأخر تجهيز البيت، وزوجي يكلمني من حين لآخر عن رغبته الشديدة في إتمام الزواج بسرعة قبل تجهيز البيت، سواء في البلد التي يعمل بها، أو في بلدنا، كأن يكون في فندق مثلًا، ثم نسافر معًا، وهذا يعني تنازلي عن فرحة الزواج كأي فتاة تريد أن تتزوج في بيتها الجديد، وإن كان بسيطًا، وفرحة ارتداء فستان الفرح، وأن أكون بين أهلي، وصديقاتي في بلدي، وأفصحت له بصعوبة هذا الأمر علي، وأن هذه أحلامي، ولن أشعر بفرحة الزواج إن تم بهذه الطريقة.
أنا في حيرة بين صعوبة تأخر الزواج لشهور أخرى، وربما عام آخر - والله وحده يعلم كيف مرت الشهور الماضية - حتى أتزوج كبقية البنات، وأشعر بالفرحة؛ لأنه عرض علي من قبل هذا الأمر لأني مقيمة مع أهلي في نفس البلد الذي يعمل فيه، فرفضت؛ لهذا السبب، فهل بعد هذا الصبر أتنازل عما أحلم به أم أصبر أكثر؟ والله المستعان، ونسألكم الدعاء.