السؤال
أعاني من مشاكل نفسية؛ بسبب بعدي عن بلدي، وأهلي، فلدي تعلق شديدٌ ببلدي، وأنا مسافر منذ شهرين ونصف إلى مصر، وقد تحوَّل ذلك التعلق إلى هوس شديدٍ بالأهل والبلد، وأنا غير قادر أبدًا على التواصل مع الآخرين، ودائمًا ما أميل إلى التشاؤم حول موضوع العودة للبلد، فأنا من سوريا، وعندما أسأل أي أحدٍ متى ستكون نهاية المأساة في سوريا ورجوعنا للبلد؟ يقول لي مثلاً: 5 أشهر أو 6 أشهر، فتزداد حالتي النفسية، مما أثر على نشاطي اليومي؛ حيث لا أقدر على العمل بسبب حالتي النفسية.
وعندما كنت في سوريا كان كل شيٍء مؤمَّنًا بالنسبة لي، فوالدي - أطال الله عمره - وفَّر لي كل شيٍء، ولم يطلب مني أن أعمل، وإنما أن أتفرغ للدراسة، وقد أخرجني والدي من البلد بسبب الأحوال التي فيها، وقد دفع النقود التي معه رغم حاجته لها من أجل نجاحي في المستقبل، ويريد مني شيئًا واحدًا فقط هو: أن أعتمد على نفسي، وأنا أشعر بالذنب الشديد؛ لأني غير قادر على القيام بما يطلبه مني، وقد سبب لي ذلك اكتئابًا، وخاصة في أوقات الظهر، والعصر، وفي الصيف تزداد هذه الحالة، وكلما زادت تصبح قدرة العمل عندي معدومة تمامًا، وأشعر وكأن الدنيا كلها مغلقة أمامي، فأرجوكم ساعدوني بأي طريقة؛ لأغيِّر شخصيتي، فأنا أشعر بأنها شخصية ضعيفة، مع أن لدي قدرات كثيرة - والحمد لله - فإن لم تتغير حياتي؛ ستذهب عني فرص عمل خيالية كثيرة، لا قدر الله.
كما أني أشعر بالإحراج؛ لأن هناك من هم أصغر مني سنًا يقومون بالعمل، وأنا عمري 23 عامًا وغير قادر على العمل بسبب حالتي النفسية، وعدم قدرتي على الاندماج في المجتمع، فأرجوكم أن ترشدوني لأي علاج يمكن أن يحسِّن من حالتي البدنية والنفسية، وهل هناك علاج متوفر في مصر لمثل حالتي إذا لم يكن العلاج متوفرًا لديكم؟
وشكرًا لكم.