السؤال
أنا حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة, ولم أوفق للحصول على تقدير جيد إلا في السنة الأولى, ثم صدمت بمرارة الواقع - أني لن أعمل - فأهملت دراستي؛ حتى أني أعدت آخر سنة مرتين, وكانت أول مرة أسقط فيها في حياتي كلها, وكان ذلك بسبب عدم حضوري امتحان مادة من المواد عن قصد, ثم أصبت باكتئاب, ووسواس قهري, ورهاب اجتماعي؛ حتى أني فقدت اتزاني العقلي, واصطحبني أبواي دون وعي مني لطبيب نفسي, وأعطاني - على ما أذكر منذ ٣ سنوات – ديبرام, وتيجراتول, وأبيكسيدون, وسيذبيرون. وانقطعت عن العلاج بعد ستة أشهر من تلقاء نفسي, ولم أوفق للعمل بالشهادة, فقررت أن أعمل فنيًا بمصنع للسيراميك, ولكني واجهت مشاكل وتركت العمل, وبعد غيابي أردت أن أعود, ورئيسي في العمل وافق, وكذلك مدير المصنع, إلا أن الإدارة رفضت, فعدت لعزلتي مسجونًا بالبيت أكثر من ٨ أشهر: لا أخرج, ولا أصلي, مع العلم أني كنت أصلي وأنا مريض, ولا أفوِّت فرضًا في المسجد, وأنا أخاف أن أكون قد تصرفت بجنون أمام أحد ويذكرني فأشعر بالضعف وقلة الحيلة, ولا أجد عملًا بالمؤهل الذي قد نسيته, ولست قوي البنية لأعمل عامل بناء, أو أعمل عملًا شاقًا, مع العلم أني سأبلغ ٢٦ في شهر واحد, وكل زملائي يعملون وهم متزوجون, وقد وصلت لحالة يأس وجنون, وتمنٍّ للموت, رغم أن كل من يعرفوني يقولون عني أني محترم, إلا أني ساخط على نفسي, وأحيانًا ألعن حالي, ووصلت إلى ما هو أبعد فكيف أتحسن؟