السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي -للأسف- تارك للصلاة، مهمل لنفسه، ويشرب الدخان، نصحته عدة مرات، لكن لم يجد نفعاً، فكيف أنصحه؟ أريد أسلوباً مقنعاً للنصح وطريقة التعامل معه، وشكراً لكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي -للأسف- تارك للصلاة، مهمل لنفسه، ويشرب الدخان، نصحته عدة مرات، لكن لم يجد نفعاً، فكيف أنصحه؟ أريد أسلوباً مقنعاً للنصح وطريقة التعامل معه، وشكراً لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رياض الجنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونشكر لك بداية التواصل، ونشكر لك الاهتمام والاغتمام لما يحصل من هذا الأخ، الذي نسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحه وبعودته إلى الصواب وبعودته إلى الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أرجو أن تبدئي – والوالد والوالدة – أولاً بالدعاء له، فإن قلب هذا الشاب وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها، فالجأوا إلى الله تبارك وتعالى أولاً، واطلبي مساعدة الأسرة، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحه.
لستُ أدري هل هو أكبر منك أم أصغر، لكن الذي فهمناه أنه في مرحلة المراهقة، وهذه مرحلة لا تنفع فيها الأوامر، ولا تُجدي فيها التعليمات، بل هذه المرحلة تحتاج إلى حوار وإلى إقناع، تحتاج إلى أخذ وعطاء، تحتاج إلى عزله عن أصدقاء السوء ولكن بطريق غير مباشر، نحتاج إلى أن نُشعره بحاجتنا إليه، نحتاج إلى أن نحاوره ونناقشه في أضرار شرب الدخان، ونبين له أن هذه الأمور خطيرة على الإنسان، نذكره بالصلاة، بل نبدأ قبل الصلاة ومعها بغرز الإيمان في نفسه، وإعادة الثقة إلى نفسه، ومراعاة المرحلة العمرية التي يمر بها.
أيضًا محاولة معرفة أسباب هذا التردي والتدهور في أخلاقه وفي سلوكه، فإن معرفة السبب تعيننا - بإذن الله تعالى – على إصلاح الخلل والعطب. كذلك ينبغي قبل نصحه أن نُثني على ما عنده من إيجابيات، وأن نعرف له فضله، وأن نشعره بحبنا له، وبشفقتنا عليه، وبحرصنا على كل أمر يُصلحه. هذه معانٍ عندما تصل للإنسان فإنه يتأثر جدًّا بالنصيحة، ويتأثر جدًّا بهذا الاهتمام الذي يجده من الأسرة.
يظهر أنك قريبة له من السن، ففي هذه الحالة سيكون تأثيرك أكبر، لأنك تتفهمين احتياجات هذا الجيل، وتتفهمين مشاكل هذا الجيل، فلا تتوقفي عن نصحه، ولا تعلني عن العجز، وحاولي دائمًا أن تقدموا بين يدي هذه النصائح ثناء عليه، ومحاولات لإسعاده، وإشعاره بأنه مهم، تحميله مقدارا كبير من المسؤوليات، الحرص على فهمه واحترامه وتقديره، لأن هذه الفئة دائمًا تشكو أنه لا يوجد من يفهمهم، فنحن نحتاج إلى أن نفهم نفسيات هؤلاء ودوافعهم، ونوع التغيرات التي قد تحدث لهم، نهتم بأنه في هذه المرحلة يريد أن يبرز شخصيته، لذلك نعطيه مسؤوليات، نعطيه ثقة في نفسه، ثم بعد ذلك نطالبه بأن يتحمل مسؤوليات هذه الثقة، نعطيه مساحة من الحرية لكن نذكره بأنها مسؤولية، نثق به لكن ثقة مشوبة بحذر، دون أن نشعره أننا نشك فيه أو نحو ذلك، لأن هذه من الأمور الخطيرة.
إذن مراعاة هذه الأمور مع طول النفس والحرص على الاستمرار في النصح هو الذي سيثمر بحول الله وقوته، مع ضرورة أن تكون هناك مشاركات من أطراف الأسرة الآخرين، بالدعاء، بالنصح، بتوحيد المنهج. كذلك أمر الصلاة لابد من تذكيره بأهميتها، والاجتهاد في أن نوقظه لها في وقتها، شريطة أن نهيئه قبل وقت الصلاة بأهمية الصلاة، نشجعه على أن يأخذ قيلولة ليرتاح، أن ينام مبكرًا. كذلك نربط دائمًا مشاريع الأسرة وحواراتها بوقت الصلاة.
المهم هي وسائل كثيرة ينبغي أن نجربها، ونجتهد كما قلنا في الدعاء، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحه، فلا تعلنوا عجزكم، وبينوا له أنه لازال فيه خير، وأنه عُرف بالخير، وأن هذا الخير الذي عنده سيكتمل بمواظبته على الصلاة وبتركه لشرب السجائر، وهدي النبي - صلى الله عليه وسلم – (نعم الرجل عبد الله لو كان يُصلي من الليل) فنقول: (نعم الرجل أنت لو تركت الدخان، ونعم الرجل أنت لو واظبت على الصلاة، لأن عندك صفات جميلة فيها كذا وفيها كذا) ثم نضخم الإيجابيات، ثم بعد ذلك نحرص على أن نبني عليها، ونتخذها وسيلة إلى قلبه.
نسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحه، ونشكر لكم هذا الاهتمام، وسنكون سعداء إذا جاءتنا مزيد من التفاصيل حول المشكلات وحول الردود التي تسمعونها منه دائمًا، حتى نستطيع أن نناقش ونستوعب المسألة بكافة أبعادها، ونسأل الله أن يلهمنا وإياكم التوفيق والسداد.
اسال الله له الهداية والصلاح وأن يقر بهم أعيننا فهم عماد المستقبل وأنا أيضاً ابني