الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الوسواس القهري يعود بعد التوقف عن العلاج؟

السؤال

هل مرض الوسواس القهري يعود بعد التوقف عن العلاج؟ حيث أن مدة العلاج تسعة أشهر، وما هو السبب الطبي في عدم عودة المرض بعد توقف العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأمراض الوساوس القهرية متعددة، وليست مرضًا واحدًا، هنالك محتويات مختلفة جدًّا لهذا المرض، وطرق تعبير مختلفة أيضًا، فقد يكون وسواسًا فكريًا، أو عمليًا، أو نوعا من الطقوس، أو التردد، أو البطء، أو المخاوف، وهكذا، والوسواس القهري قد يكون مصحوبًا بمخاوف شديدة أو غير ذلك، وبعض الناس قد يأتيهم أيضًا نوبات اكتئابية بجانب الوساوس.

فإذن العلاج يعتمد على نوعية الوسواس وملحقاته ومكوناته الأخرى، كما أن عمر الشخص مهم جدًّا، ودرجة استقراره الاجتماعي، وتعاونه مع العلاج، ووجود مرض في الأسرة -أي عوامل وراثية- من العوامل المهمة جدًّا، فإذن هنالك عوامل تعجل بالشفاء، وهنالك عوامل ربما تعجل بالانتكاسة.

بالنسبة لمدة العلاج: تعتمد على طبيعة المرض، وفترة التسعة أشهر ربما تكون هي أقل فترة ممكنة، أقل من ذلك ربما ينتكس المريض، والعلاج يتكون من علاج دوائي وعلاج سلوكي، والعلاج الدوائي يُمهد بصورة إيجابية جدًّا للعلاج السلوكي، ومواصلة العلاج السلوكي ضرورية؛ لأنها هي التي تمنع حدوث الوساوس مرة أخرى.

سؤالك: هل مرض الوساوس يعود بعد التوقف من العلاج؟ الإجابة حقيقة أن خمسين بالمائة من هذه الحالات ربما ترجع مرة أخرى، وفي حالة رجوعها هنا لابد أن تمتد مدة العلاج إلى سنتين على الأقل، هذا فيه ضمان كبير في ألا يعود المرض مرة أخرى.

سؤالك: ما هو السبب الطبي في عدم عودة المرض بعد التوقف عن العلاج؟ إن كنت تقصد ذلك فأقول لك أن بعض الناس تكون حالاتهم خفيفة وظروفهم الاجتماعية ظروف مواتية ولا توجد لديهم عوامل وراثية، ويكون التزامهم بالعلاج التزامًا جيدًا، هؤلاء أقل عرضة للرجوع للمرض.

أما إذا كان سؤالك ما هو السبب الطبي في عودة المرض بعد التوقف عن العلاج، فهنا أقول لك أن طبيعة الوساوس أنها انتكاسية، وأيضًا معظم مرضى الوساوس لا يلتزمون بتطبيق الإرشادات الطبية، تجدهم يتحسنون على الدواء ثم لا يكملون أو لا يلتزمون التعليمات السلوكية.

هذه هي الأسباب -أيها الفاضل الكريم- لكن بصفة عامة نقول أن مآل مرض الوساوس القهرية من حيث الاستجابة للعلاج قد تحسن كثيرًا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد ظهور الأدوية الجديدة وتوصل العلماء بفضل الله تعالى لمعرفة أسباب الوساوس، خاصة ما يتعلق بما يعرف بالناقلات العصبية، وهي مواد كيميائية في الدماغ يُقال أن اضطرابها يلعب دورًا أساسيًا في ظهور الوساوس القهرية أو استمراريتها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً