السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنا فتاة في 24 من عمري, أشعر دائما بألم في جهة اليسار أسفل القفص الصدري, وضربات قلبي قويت فجأة, عملت أكثر من مرة تخطيطا, وكان سليما, لكن لم أشعر براحة, ولا زلت أتعب, أحد الأطباء قال لي عندك نقص تروية ضعيف.

ما الحل؟ أرجوكم ساعدوني.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة الجياد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

يا أخت سارة: في مثل سنك نادر جدا جدا أن يحصل نقص في التروية, فأنت لا تشكين من السكري منذ سنوات طويلة, ولا تعانين من ارتفاع الضغط, ولا من ارتفاع الكوليستيرول, ولم تذكري أنك بدينة, ولم تذكري أنك تدخنين, فمن عنده كل هذه الأمراض وعوامل الخطورة؛ فإنه قد يحصل عنده تضيق في شرايين القلب, ونقص في التروية, وبعد سنوات طويلة من وجود هذه العوامل.

بعض الناس عندهم زيادة في تجلط الدم قد يحصل عندهم جلطات في سن مبكر إلا أن هذا ليس عندك, إلا أن الخوف من أمراض القلب عند الشباب أصبح شائعا بشكل كبير, وعضلات الصدر أكثر العضلات تأثرا بالقلق, والخوف, والتوتر, فكثيرا ما يحس الإنسان عند الخوف أو التوتر بألم في جدار الصدر, وقد يترافق مع هذا التوتر زيادة في عدد ضربات القلب, وقد تخرج إحداها وتكون قوية أكثر من ضربة أخرى, فيشعر بها, ويشعر بخفقان, وتتحسن الحالة كثيرا عند الهدوء.

يزداد الخوف أيضا عندما يقول أحد الأطباء عند مريض في مثل سنك أن هناك نقصا في التروية, وأنا أريد أن أسألك, هل يأتي هذا الألم مع صعود الدرج مثلا لطابقين أم أنه يأتي وأنت جالسة؟ فإن كان يأتي وأنت جالسة, وليس له علاقة مع الجهد؛ فهذا أول علامة على أنه ليس نقصا في التروية, والخفقان أيضا قد يأتي بسبب الخوف, ومع زيادة إفراز الادرينالين فإنه قد تزيد عدد ضربات القلب, ويحصل أيضا خفقان.

أنا أرى ألا تقلقي, ففي مثل سنك فإن أكثر أسباب آلام الصدر هو عضلات الصدر, وتحاولي أن تخففي من المنبهات, كالشاي, والقهوة, والمشروبات الغازية, وتمارسي تمارين الاسترخاء, وهناك مواقع كثيرة تتحدث عن طريقة إجراء هذه التمارين, وهي تتمثل في أن تكوني مستلقية في مكان هادئ, وتحاولي أن تسترخي ذهنيا وجسديا, وتتفكري في شيء طيب، ثم تأخذي نفسا عميقا عن طريق الأنف, ويجب أن يكون ببطء، بعد ذلك امسكي على الهواء في صدرك, ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم, ويجب أن يكون بقوة وببطء، ثم كرري هذه التمارين عدة مرات, بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم, وإن شاء الله سيكون ذلك مفيدا, وأرجو أن تشغلي نفسك بالرياضة, وعليك بتلاوة القرآن, والدعاء, فهذه تعطي الإنسان الطمأنينة.

والله الموفق.