الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوفي الشديد من الموت أفقدني طعم الحياة، أرجوكم ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 22 سنة، منذ شهرين تقريباً تغير كل وضعي جداً، أصبحت أخاف خوفاً غير طبيعي، أخاف خصوصاً من الموت، مع أني -والحمد لله- متقربة لله وعلاقتي جيدة به، ومع ذلك ما زلت أقصر.

أخاف أن تأتيني أفكار غير طبيعية، لم أعد أحس بالسعادة ولا أجد طعماً للأشياء، وأنسى كثيراً، وعندما أضحك أشعر بأن نهايتي قريبة، يزعجني هذا الشيء، للأمانة ذهبت وحللت وجدت عندي نقص فيتامين بي 12، وأخذت له دواء وإلى الآن ما زلت أستخدمه، تحسنت لأسبوع جسدياً، ولكن نفسياً مازلت أصارع.

خوف من الموت، نسيان، وسواس عندما أقدم على شيء، فقدت طعم الحياة التي كنت متعودة عليها، حتى أني بدأت أخسر من حولي لسوء مزاجي وتقلبه، والناس من حولي لا يشعرون بي.

أسعدك الله أينما كنت، ساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sultana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على كلماتك الطيبة، ونهنئك بقدوم شهر رمضان المبارك.

حالتك - إن شاء الله تعالى – بسيطة بالرغم مما تسببه لك من إزعاج، أنت تعانين من مخاوف، هذه المخاوف أضيف إليها بعض الوساوس، فنستطيع أن نقول أن علتك هي قلق المخاوف الوسواسي من الدرجة البسيطة، والوساوس يجب ألا تتبع ويجب أن تُحقر وألا يهتم بها الإنسان، وأن يصرف انتباهه عنها تمامًا، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: العلاج الدوائي مهم جدًّا لمثل هذه الحالات، وهو مفيد تمامًا، من الأدوية الجيدة والمفيدة دواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) ويعرف علميًا باسم (إستالوابرام)، الذي أنصحك به هو أن تتشاوري مع أسرتك حول تناول الدواء، وإن ذهبت إلى الطبيب النفسي بالطبع هذا هو الأفضل والأحوط، وإن قررت الأسرة أن تتناولي هذا الدواء فلا بأس في ذلك، هو دواء سليم وفاعل ولا يحتاج إلى وصفة طبية، كما أنه لا يؤثر أبدًا على الهرمونات النسائية.

الجرعة المطلوبة في حالتك جرعة صغيرة، وهي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناوليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة يوميًا واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

حاولي أن تتجاهلي كما ذكرت لك هذه الأعراض الوسواسية، وابني أفكار مخالفة لها تمامًا، واشغلي نفسك واملئي فراغ وقتك بما هو مفيد، وإدارة الوقت بصورة جيدة بالطبع سوف تساعدك كثيرًا، وتصرف انتباهك تمامًا عن قلق المخاوف الوسواسي هذا.

نقص فيتامين (ب12) يجب أن يعالج، وعلاجه - إن شاء الله تعالى – سهل، وعليك بتناول الدواء والمتابعة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً