السؤال
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد:
شيخي الفاضل: أرسل لك هذه الاستشارة، وكلي أمل بأن تكون عونًا لي بعد الله عز وجل في حل بعض ما يعرض لي من مشاكلي العائلية.
شكوت لك من ابنتي مسبقًا، وقلت لك: إنها أتعبتني، فأحيانًا أشعر أني أبالغ في الاهتمام بها، لكنه الخوف من الجو الفاسد المحيط بها، وهذا ما أسمعه ويؤلمني منها قولها: أنت يا أمي مبالغة.
وأحيانًا أشعر بأني لست مبالغة، ولو تركت الحبل لفلتت مني، ولن أستطيع بعد ذلك أن أسترجعها، وأشعر أني أفعل ما تعلمته من الدورات التي قد حضرتها، ولو كانت قليلة، وأتقرب منها، وهي تشهد لي بأني لست كأمهات صديقاتها، ولكني لا أدري لماذا أجد منها حركات كثيرة جدًّا لا تعجبني! أمنعها من استخدام الجوال في وقت متأخر بعد العاشرة، ولكني أجدها تستخدمه، وآخذ الجوال منها، فتستعين بجوال آخر، وأجدها تعمل نفس الشيء، فأقول لها: لا, وأقول لها: هذا خطأ، فتقول: لماذا؟ وكيف؟
فأخذت منها جوالها، ولا فائدة طبعًا، أعرف أنها تتحدث مع صديقاتها، أو تراسلهن أحيانًا بعد 12 ليلاً، بسبب الرصيد المجاني الذي أعطته شركة فودافون من 12 ليلاً حتى 6 صباحًا مكالمات مجانية.
ودائمًا تداري أخطاءها بالحلف واليمين، ولا تسمح لي أن أخطِّئَها، فهي ذكية جدًّا، وسريعة الإجابة، وتوجِد الأعذار بسرعة، فأحيانًا أصدقها، وأحيانًا كثيرة لا، والذي يجعلني أخاف عليها هو أنني أشعر بأنها عاطفية جدًّا.
تضايقني في نومها ويقظتها، وأشعر أحيانًا أنه أصابني وسواس، ولكنه لم يأتِ من فراغ، فهذا بسبب حركاتها التي أخاف منها أشد الخوف، وأتوقع منها عملاً سيئًا في أية لحظة، وهي تشعر بذلك.
صرت -يا شيخ- أرى في المنام أني أزجرها وأضربها، وأقوم وأنا في كدر لا يعلم به إلا الله.
لا أدري هل مواجهتها بأخطائها غير صحيح، وهذا ما أعتقده وأجزم به، إلا أن يكون لكم رأي آخر؟ أم ماذا؟
وأيضًا هي لها أخت تصغرها بسنة، هل من الممكن أن أستعين بها، ولكني أخاف أن تقول لها: أمي قالت كذا وكذا، وتفشل الخطة؟
ما الحل معها يا شيخ؟
وهل هناك وسيلة أستخدمها معها؟ مع أني تواصلت مع أم عمر، واستشرتها، وسهلت الأمور، وهدأت من روعي، ولكني أخاف لدرجة كبيرة على بنتي، وصار عندي مثل الكابوس، فأرجو منكم إطلاعي على ما يمكن فعله.