السؤال
أشكركم على هذا الموقع المتميز والمفيد، وسؤالي: هو أن لي عما، وهو كثير الشك في أهله وجيرانه، ودائما يقوم بشتمهم، وكذا يشك في والدته، وأقرب الناس إليه، فهل هو مرض نفسي؟ أم هو مرض بسيط؟
أفيدونا جزاكم الله جناته.
أشكركم على هذا الموقع المتميز والمفيد، وسؤالي: هو أن لي عما، وهو كثير الشك في أهله وجيرانه، ودائما يقوم بشتمهم، وكذا يشك في والدته، وأقرب الناس إليه، فهل هو مرض نفسي؟ أم هو مرض بسيط؟
أفيدونا جزاكم الله جناته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأنت مشكور على اهتمامك بأمر عمك، ونسأل الله تعالى له العافية والشفاء.
بالطبع أنا أثق في تقييمك جدًّا لعمك، وما سوف أذكره ليس من الضروري أن ينطبق عليه، لكن هي معلومات عامة حول الشكوك، أسأل الله تعالى أن يجعلها لك فاتحة خير لتساعد عمك هذا.
الأمراض الشكوكية - أو ما يعرف بالظنانية أو ما يعرف بالاضطراب الباروني الاضطهادي – هي أحد الحالات النفسية والعقلية الرئيسية، الشكوك والظنان قد تكون جزءً من البناء النفسي للشخصية، وفي هذه الحالة لا يكون الشك شكًا مطبقًا، إنما يكون الإنسان دائمًا لديه الميول لسوء التأويل، ولكن في بعض الأحيان يمكن إقناعه بأن أفكاره غير صحيحة، أو ربما يراجع نفسه بنفسه.
في أحيان أخرى يكون الشك شكًا مطبقًا، وتجد الشخص الذي يعاني منه يصر عليه إصرارًا لا يمكن إقناعه من خلال أي منطق، وفي بعض الأحيان تكون للمريض تهيؤات وقد يسمع أصواتًا يتلقى من خلالها هذه الشكوك والظنان.
هذا لا شك أنه مرض، ونعتبره مرضًا عقليًا ذهانيًا رئيسيًا، يجب أن يعالج، وبفضل الله تعالى توجد الآن أدوية جيدة وممتازة فاعلة لعلاج هذه الحالات.
في بعض الأحيان قد تكون درجة الشك أقل، لكنها ترتفع وتزيد حسب المزاج.
فإذن أخي الكريم: هذا العم – جزاك الله خيرا مرة أخرى على اهتمامك به – أعتقد أنه يحتاج لمساعدة طبية نفسية، يحتاج لتقييم، ربما لا يقبل بأن يذهب إلى الطبيب، ولكن إذا تحدث معه أحد الأشخاص الذين يثق فيهم، ومن ذوي التأثير عليه ربما يقبل بأن يذهب من أجل أن تقيم حالته، وليس من الضروري أبدًا أن يقال له (أنت تكثر الشك، وتسيء الظن وأنت مريض أو متوهم) مثل هذه اللغة لا تفيد، إنما تثير الشخص وتنفره أكثر، الذي يقال هو (إننا نلاحظ عليك بعض الإجهاد النفسي، وعدم الشعور بالارتياح، فلماذا لا تذهب معنا للطبيب ليقيم حالتك).
إذن الحالة من ناحية وجود علة تعتبر علة مهمة يمكن علاجها، والمرض بسيط في أنه بفضل من الله تعالى يستجيب استجابة ممتازة جدًّا للدواء، متى ما التزم المريض بتناوله للأدوية واتباع الإرشادات الطبية.
مع محبتنا الشديدة لأهلنا في اليمن، فأعتقد أن القات يمثل مشكلة كبيرة فيما يخص الصحة النفسية، القات له مكونات عدة، ومن أهم المواد النشطة الذي يحتويها القات مادة تسمى (الكافيانين) هذه المادة تنتمي إلى مجموعات الأنفتامين، وهي التي تؤدي إلى الشعور بالنشاط، ولكنها في ذات الوقت تؤدي إلى اضطراب كبير في مسارات بعض المواد داخل الدماغ، ومنها مادة تعرف باسم (دوبامين) واضطراب هذه المدة قد يساعد في وجود أفكار ظنانية، وبعض الشكوك تتفاوت من إنسان إلى آخر، وبلا شك أن الإنسان إذا كان لديه الاستعداد والقابلية للشك، وتعاطى القات، أو كان لديه تاريخ مرض نفسي أسري في مثل هذه الحالة سوف يظهر المرض النفسي أو العقلي بصورة واضحة.
فإذا كان هذا الأخ الكريم يخزن، أو يتعاطى القات، فيجب في مثل هذه الحالة أن نكون أكثر يقظة ونأخذه إلى أماكن العلاج، ونمنعه عن تعاطي القات.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله له العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، واهتمامك بأمر عمك هذا.