الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بألم أسفل البطن، ومن شدة الألم لا أستطيع أن آخذ نفسي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من آلام متعددة، وأود أن أسأل عنها.

أولا: أعاني من وخز في القلب، فهل هي خطيرة، وفي أحيان تكون خفيفة، وأحيانا أخرى تصبح قوية، وأخاف من هذا الأمر.

ثانيا: أشعر بألم أسفل البطن، وأحيانا يستمر معي الألم لمدة أسبوع، وبعد فترة يشتد الألم بقوة عجيبة، فأبكي من شدة الألم، والذي بسببه لا أقدر أن آخذ نفسي، مع العلم أنني أعاني من القولون العصبي.

ثالثا: في هذه الفترة أصبحت لا أشعر بنفسي، وكما تقول صديقتي: كأنني أعيش حياة إنسان آخر، وعندما يتكلم أحد ما معي، فإنني لا أستطيع أن أركز، وكأن الأشخاص بعيدين عني وهم يتكلمون، ولكنهم بالأساس قريبين مني، وتحدث معي هذه الحالة عندما أكون بالسوق وعند الدراسة.

أتمنى أن أجد حلا لديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، فإن طبيعة هذه الأعراض التي تعانين منها، وبالصورة التي وصفتها، والتي تتمثل في وخز في القلب، وكذلك أعراض آلام عامة، وشكواك من القولون العصبي من وجهة نظري، هي أنها كلها تتمثل في إفرازات القلق النفسي، وما وصفته بوخز في القلب حقيقة، فهذا الوخز ليس في القلب، وإنما في عضلات القفص الصدري، والقلق يؤدي إلى انقباضات عضلية، ومن المعروف أن منطقة الصدر خاصة من جهة القلب، هي أكثر المناطق تأثرا بهذه الانقباضات العضلية.

وبالناسبة للذين يعانون من القلق، فكما أن العلاقة بين القلق، واضطرابات القولون العصبي، هي علاقة وثيقة، لذا نجد أن كلمة العصبي، والتي يقصد بها العصاب، أي القلق، تُفسّر حقيقة هذا الرابط ما بين القلق وهذه الأعراض التي نسميها نفسوجسدية.

أما بالنسبة لشكواك الثالثة: فأعتقد أنها مرتبطة بالقلق، فالقلق يجعل الإنسان في حالة من حالات عدم التأكد من ذاته وما حوله، وربما يختل التركيز قليلا، أنا أقول لك أن هذه الأحوال وهذه الأعراض -إن شاء الله- كلها مؤقتة وبسيطة، وسيكون من الجيد لك أن تذهبي وتقابلي طبيب الأسرة، وذلك للقيام بفحوصات عامة، فهذا سيطمئنك تماما، وهناك دراسات كثيرة أشارت أن مجرد القيام بهذا الفحص عند الطبيبة، يعود على الإنسان بفوائد إيجابية جدا، تؤدي -إن شاء الله تعالى- إلى اختفاء الأعراض.

ثانيا: عليك بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة التي تناسب الفتاة المسلمة.

ثالثا: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وهي جيدة جدا ومفيدة جدا، وسوف يشير لك الإخوة في إسلام بكيفية تطبيق هذه التمارين.

وأخيرا: أود أن ألفت نظرك إلى أن استغلال الوقت بصورة صحيحة سوف يعود عليك بخير كثير، وسوف يصرف انتباهك عن هذه الأعراض، كما أنه سوف يقوي مهاراتك، فشاركي في كل ما يخص أسرتك، وركزي على دراستك، وتواصلي مع صديقاتك، وسوف تجدين -إن شاء الله تعالى- أن كل شيء قد أصبح متيسرا، وأن هذه الأعراض قد اختفت، وعليك بالصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، والدعاء.

فهذه كلها مطمئنات كبيرة وعظيمة، فكوني إيجابية دائما في تفكيرك، وانظري إلى المستقبل بقوة وأمل ورجاء.

بارك فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً