الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رائحة كريهة في الأنف عند أكلي للحوم أو الأكلات الحارة.. فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله أن يوفقكم ويعينكم ويتقبل منكم.

عندما آكل لحما أو الوجبات الحارة مثل البطاطس بالشطة، أو أشرب لبنا يكون عندي رائحة كريهة كأن مصدرها من الأنف؛ أي تأتي من الأنف .. أشعر بهذا.

وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الصعب أن تأتي هذه الرائحة الكريهة من الأنف بعد تناولك للوجبات التي تحوي اللحوم أو الوجبات الحارة؛ لأن المكان المنوط بمضغ الطعام، ووجود بقاياه بين ثنايا الأسنان هو الفم، ولذا يجب العناية بنظافة الفم، والأسنان بعد الوجبات ما أمكن.

وإن كان هناك رائحة تأتي من الأنف، فلن تكون بعد تناولك للوجبات التي تحوي اللحوم أو الوجبات الحارة، ولكن تكون بسبب وجود إفرازات مخاطية ملونة نتيجة تكالب البكتريا، وتكاثرها بالأنف أو وجود جسم غريب بالأنف لمدة طويلة، وذلك لا يتأتى إلا في الأطفال، وأصحاب الإعاقة الذهنية حيث يدخلون أشياء صغيرة بأنفسهم مثل مناديل الكلينكس، وحبوب الذرة، والفول وحبات السبحة وغيرها مما نشاهده بكثرة في عيادتنا، وخاصة مع الأطفال.

وأعتقد أنك مخطئ في شعورك هذا، وغالبا أن تلك الرائحة مبعثها من الفم.

وهناك العديد من الأحوال التي ينبعث فيها من الفم رائحة كريهة، لكنها تكون مؤقتة، وسرعان ما تزول فمثلاً: عند الاستيقاظ من النوم، أو المكوث لفترة طويلة في صمت، أو عندما تكون المعدة خالية لمدة طويلة كما في الصيام، وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"، وكذلك عند تناول وجبات غنية بالبهارات أو البصل والثوم، أو تناول كميات كبيرة من القهوة، أو عند التدخين أو الاختلاط بالمدخنين، في مثل هذه الحالات تكون رائحة الفم غير مستساغة لفترة من الوقت.

ويؤدي أي سبب من هذه الأسباب إلى تراكم البكتيريا في الفم، والتي تطلق غازات تحتوي على مركبات الكبريت، وهي المسؤولة عن الرائحة النفاذة والغير مرغوب فيها، ويعد سطح اللسان - كذلك - مرتعاً خصبا لهذه البكتريا؛ خصوصاً في الجزء الخلفي منه، ويتطلب اللسان عناية خاصة خلال التنظيف اليومي.

وهناك طرق عديدة لتجنب تغير رائحة الفم، منها:

- استخدام الفرشاة، والمعجون مرتين يومياً (قبل النوم وبعد الاستيقاظ ) .

- استخدام السواك في تنظيف الأسنان، وتطهير رائحة الفم لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب"، وحديث: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".

- العناية بتنظيف سطح اللسان بفرشاة خاصة بذلك.

- استخدام الخيط السني لتنظيف منطقة ما بين الأسنان.

- تجنب التدخين والمدخنين.

- تنظيف الفم بعد شرب الحليب، أو تناول أي من منتجات الألبان مباشرة ولو بالمضمضة - إلا اللبنة - فقد أشارت دراسات أنها من أسباب طرد الروائح الكريهة.

- ومضغ علكة خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم.

- استعمال المواد المعقمة للفم (مثل سوائل الغرغرة بطعم النعناع).

- الإكثار من تناول الخضرة والفاكهة.

هذا، وتوجد هناك وصفات شعبية عديدة لطرد الرائحة الكريهة، منها:

مضغ أعواد من نبات البقدونس على أساس استخدامه كمعقم ومزيل لروائح الفم، وهو مجرب بعد أكل الثوم والبصل لمن أراد أن يرتاد المسجد بعد أكلهما.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً