السؤال
السلام عليكم..
أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاما، عانيت في طفولتي من حياة قاسية للغاية كوني عشت بعيدا عن أبي وأمي، وسكنت في مدينه أخرى عند جدي وجدتي، وكنت أعاقب بشكل قاسي للغاية خصوصا على الأخطاء البسيطة، وهذه المعاملة خلقت مني شخصية مترددة وضعيفة الثقة بنفسها، وأعاني من الرهاب الاجتماعي إلا أني كنت ملتزما دينيا، ومحافظا على الصلوات، وكان عندي نوع من التشدد الديني أدى إلى حدوث مشكلات بيني وبين الأهل والأصدقاء، وكنت متفوقا في دراستي، وفي الثانوية العامة حصلت على معدل ممتاز، فحصلت على منحه دراسية للدراسة في سوريا، وسافرت لإكمال دراستي، ولكن حالتي ومعاناتي النفسية بدأت بالازدياد، وبدأت أفقد الثقة بنفسي، ولا أستطيع الدراسة، وازدادت الوساوس القهرية التي نغصت حياتي جدا، واعتزلت الآخرين، وعانيت من القلق والشرود، وأصبحت أراقب تصرفات الآخرين، وبشكل فضيع للغاية، وصارت عيوني تؤلمني من كثر مراقبه الآخرين.
راجعت طبيباً نفسياً وشرحت له حالتي، فوصف لي دواء (سبرالكس) ولم أتحسن، فتوقفت عنه، ثم راجعته فوصف لي (سبرام) فخفت عندي الأعراض، وخصوصا مراقبه الآخرين بتصرفاتهم وحركاتهم إلا أني توقفت عن العلاج فانتكست، وعادت لي الوساوس، وبشكل كبير جدا، وخصوصا مراقبه الآخرين في تحركاتهم حتى أصاب بألم شديد في عيني، وأتمنى أن أتوقف، ولكن أصبحت العملية قهرية، وهذا أكثر ما ينغص علي حياتي، ثم بدأ مرضي يأخذ منحى آخر، حيث أصبحت أصور نفسي فيديو بالكمبيوتر، وأضل لساعات أشاهد صوري، وأتمعن فيها، وأصبحت أخاف الخروج إلى الشارع، وكنت أتخيل أن شخصيتي تشبه زعيماً عربياً، وكنت إذا خرجت الشارع أرى الناس والأشخاص تنظر إلي بكل كراهية، وتحاول الانتقام مني لأني أشبه ذلك الزعيم، وتريد أن تعاقبني على أخطاء الزعيم.
وصرت أعاني من مشكله التفكير بالجنس الأنثوي قد تصل إلى درجه 80% مع إدمان الأفلام الاباحيه، وأيضا تأخرت بدراستي كثيرا بسبب القلق والاكتئاب، ونفر مني الأصدقاء، وصرت أفقد الثقة بالأطباء والعلاج ، وأشعر أنه لا يوجد علاج لشفائي، وأصبحت يائساً لدرجة مزرية للغاية، وأحيانا أحس بنشوة أني سوبرمان أو على شكل ملاك، ومخلوق خارق تهتم بي الصحافة والإعلام، وتحاول فك لغزي (مع العلم أني أتابع الأفلام الأمريكية بشكل كبير ومدمن)
عدت إلى اليمن الصيف الماضي، وراجعت طبيبا نفسيا، وقرر لي علاج (السيروكسات بنسبه 20 ملجم في اليوم وسيروكول بتدرج حتى وصلت الجرعة إلى 250 ملجم في اليوم وثبت عليها)
عدت إلى سوريا واستمريت بالعلاج لمدة سنة كاملة، ولم أستفد منها وتوقفت عنه لأني اقتنعت أنه لا يوجد تشابه بيني وبين ذلك الزعيم لا بالصفات ولا بالشكل، وقد توقفت عن العلاج بدون استشاره الطبيب من حوالي ثلاثة أشهر إلى الآن
وحالياً أحس أني أصبحت فاقداً للثقة بنفسي، ومتردداً بكل شيء، ولا أستطيع أن اخذ أي قرار، وأضل أسأل الناس في كل كبيرة وصغيرة حتى في قراراتي المصيرية مع ذكر أني صرت متأثرا بكلام الناس إلى أقصى حد، وأعيش التعاسة والاكتئاب، ولا أقدر أن أعبر عن أرائي بوضوح، وأصبحت أنفذ كل ما يطلبه الآخرون ولا أقدر أن أقيم علاقات طبيعيه مستمرة، وما زالت مراقبة الآخرين بحركاتهم وتصرفاتهم، وعيوني أصبحت تؤلمني، وتحولت حياتي إلى جحيم، وهذا أكثر شي أعاني منه حيث يشغل كل تفكيري عندما أحاط بالآخرين، والتفكير بالجنس سيطر على أغلب يومي، وحاليا أفكر العودة إلى اليمن بسبب تأخري الدراسي، علماً أني في السنة الثالثة في كليه الهندسة. ويفترض أن أكون قد تخرجت من كليتي، وحالياً أنا في بلد الدراسة سوريا، ولك خالص تقديري واحترامي.