السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم بداية على هذا الجهد الرائع.
دكتوري العزيز: عمري (29) سنة، و مشكلتي كالتالي: أنا دائماً أفكر أن شيئاً ما سوف يحدث لأمي، وأنا متعلق بها لدرجة كبيرة، لأنها هي التي ربتني بعد وفاة أبي عندما كان عمري 12 سنة فقط، ودائماً توجد أفكار سوداء برأسي أنني سوف أموت، وأنه سوف تصيبني جلطة، ولهذا السبب تراني دائماً أعمل تخطيط قلب وإيكو لقلبي، وتظهر النتيجة - بحمد الله - جيدة وطبيعية، وأحياناً عندما أقرأ عن أعراض الجلطة تنتابني آلام في الصدر، وأشعر بأنها سوف تصيبني الآن، أو عن أعراض أي مرض آخر، ناهيك عن الأفكار السوداوية التي تأتيني بالنسبة لأمي، حيث اني لا أتخيل الحياة من دونها.
أبي توفي بسبب سرطان الرئة، وأنا مدخن، ودائماً أقول أنني سوف أموت مثل أبي، لأني أحمل جينات منه، لا أستمتع بأي شيء بالحياة أبداً، لا يوجد سلام داخلي، ودائماً متوتر وأعض على أسناني أثناء نومي، ولكنني لا أحس بشيء، وأمي وزوجتي تقولان لي أنك تعض على أسنانك.
حياتي مضطربة جداً ومخيفة، أنا دائماً خائف ومضطرب وسوداوي، أتوقع السوء دائماً، اليوم صباحاً ذهبت في حالة إسعاف إلى المستشفى، لأنني شعرت بوخزات في الصدر، وعملوا لي تخطيط قلب ولم يظهر شيء، بعدها ارتحت وذهبت للنوم كالطفل الصغير ونمت بعمق.
دكتور: أرجوك ساعدني، فأنا دائماً بحاجة لإثبات أن الأمور جيدة حتى أطمئن وأعيش حياة سعيدة ! علاقتي الزوجية بدأت تتأثر بكل شيء، حيث أن زوجتي تقول لي أن كل أمراضي العضوية ناتجة من عقلي، أنا أعرف ذلك ولكن لا أستطيع فعل شيء، أحياناً عندما تكون حالتي مستقرة أحاول عمل أي شيء قد فعلته بالماضي ومضى عليه أيام أو شهور، كأن أتمشي في شارع أو أشرب قهوة في مكان محدد، أو حتى غسل الصحون والكاسات، لأن هذا العمل يشعرني بشيء من الأمل، وأنه سوف يعطيني مزيداً من الأيام لأنني قد فعلته مسبقاً ومازلت على قيد الحياة!
ملاحظة: عشت طفولة تعيسة، حيث أنني نشأت بعائلة مطلقة، كثيرة المشاكل، تعرضت لحالة اغتصاب عندما كنت صغيراً، ولكن لا أظن أنها السبب، لأنني نادراً ما أتذكرها، وأنا غير حقود على الشاب الذي فعل هذا الشيء، ولا أحزن لتعرضي لهذه الحالة، لأنه يوجد مثلي ملايين من البشر الذين تعرضوا لهذه الحالة في الطفولة، وتوفي والدي عندما كنت في الثانية عشرة من عمري.
ماذا أفعل؟ أفدني عافاك الله، وجعلها في ميزان حسناتك.