السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من جهود لخدمة المسلمين، أنا شاب الآن في 26 من العمر، قبل 8 سنوات تعرفت على سيدة تكبرني بعشر سنوات تربطني بها قرابة غير مباشرة من جهة الوالد، وهي محرم لوالدي، وبما أنها متزوجة في مدينة بعيدة عن أهلها فهي شبه مغتربة، وبالقدر فإن أهلي سكنوا في هذه المدينة فصارت كثيرا ما تأتينا، لأنه لا يوجد من قرابتها في هذه المدينة إلا نحن، وكثيرا ماكنت أستقبلها بحفاوة، وكنا نتحدث في أمور عامة وأشياء سطحية، وشيئا فشيئا توطدت تلك العلاقة فأصبحت أرتاح لرؤيتها، وأنتظر مجيئها بفارغ الصبر!
رغم أني استفتيت قلبي، وعرفت أن تلك العلاقة انحرفت عن الجادة، فإن نفسي لم تطاوعني وتلكأت كثيرا، وجعل الشيطان يسوف لي بأن الأمر مجرد علاقة قرابة ليس إلا، فأصبحت أعيش صراعا داخليا بين داعي الهوى وداعي الالتزام.
ذات مرة كانت عندنا فتركت هاتفها في الشحن، فورد إليه اتصال ففتحت الخط وقلت فلانة غائبة، وكان المتصل زوجها، ويبدو أنه انزعج، وإذا به يسألها من هذا الشخص الذي أمسك الهاتف؟ ولماذا؟
كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير، فأنبني ضميري كثيرا، وأشفقت على نفسي من الخيانة، وقلت في نفسي لو كنت مكان هذا الرجل المسكين المتزوج الذي يكدح لتوفير لقمة العيش لزوجته وأولاده، ويغترب عنهم هذه المدة هل يسرني أن يأتي أحد المتطفلين بعدي؟!
من يومها قررت وضع حد لهذه العلاقة، فصرت بمجرد أن تدخل عليّ المنزل أترك ذلك المكان الذي دخلت فيه وأذهب إلى غرفة أخرى، وهو أمر يبدو أنه فاجأها كثيرا، فبدأت تسألني لماذا هذا التغير؟ وما هذه الحشمة؟ ولماذا هجرتها؟
أخذت تعيرني بأني حلت عن العهد، وأني خنت صداقتها لي، وأني لم أعد أنا ذلك الأول، واستمرت هذه الحالة سنوات، وفي آخر المطاف استسلمت للواقع وألقت باللوم على التزامي الديني رغم أن محاولاتها لم تتوقف، وفي تلك الأثناء كنت أنا أعاني ما أعاني ولسان الحال يقول لي:
فذق هجرها قد كنت تزعم أنه*رشاد ألا ياربما كذب الزعم.
مرت الأيام وغادرت أنا تلك المدينة وابتعدت عنها فخفت معاناتي كثيرا، ولكني كنت أرجع من حين لآخر، لأن أهلي يقطنون فيها، ولكن ضميري لم يرتح أيضا فكم يحز في نفسي هذا الجفاء الذي عاملتها به، وهذه القطيعة، رغم أنها لم تسئ إلي يوما، ورغم صلة القرابة والرحم بيننا، وسابق الود، فقد تنكرت لها تماما وأظهرت لها البغض مكان المحبة التي تعاملني بها.
أفيدوني جزاكم الله خيرا، فأنا بين نارين، أود أن أعتذر لها عن هذا الجفاء، ولكن لا أريد أن ترجع الكرة لأول مرة.