الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني وساوس جنونية وخوف من الأمطار والأشجار وغيرها، ما هو مرضي؟

السؤال

السلام عليكم
هذه معلومات عني بدايةً.

الجنس:
أنثى
العمر:
17
عدد الأخوة، المرتبة بين الأخوة:
عددهم,8 _ الترتيب,7

الحالة المدنية: أعزب/ متزوج/ مطلق
مخطوبة.

الحالة الاقتصادية: جيدة/متوسطة/ضعيفة
جيدة.

المستوى الدراسي :
ممتازة.

هل تعاني من أمراض مزمنة:
لا

هل تدمن على: التدخين/المخدرات/ القهوة والمنبهات
شاهي

ما مدى رضاك عن شكلك الخارجي ؟
راضية جدا

ضع نص الاستشارة:

أعاني من خوف من المستقبل، والطقس والأمطار، ومن الموت والقيامة، أشعر أن الدنيا مجرد خيال،

وفجأة أحس بضيق في التنفس وتزيد ضربات القلب ، وأشعر برجفة وإسهال أحيانا وعدم اتضاح في الرؤية، وغالبا صداع ووخز في القلب.

وأشعر أن روحي سوف تخرج، أحس بأنه خلاص اقتربت نهايتي، أشعر بالجنون، أحس ما حولي خيال.
كأني في حلم، أخاف أتمنى أن أصحو، وتأتي هذه الحالة أكثر شيء أثناء تغير المناخ. أوقات الأمطار أو الغبار.

أخاف وبشدة، دائما أفكر في الموت ونهايتي ونهاية العالم.
تأتيني بعض الأحيان أشعر بأنه لا يوجد رب. وأن هذا الكلام كذب وأتساءل كيف وجدنا؟ كيف خلقت الأشياء من حولي، أكاد أصاب بالجنون.

أكره تلك اللحظات، أشعر بالضياع داخلي ، أتمنى أن أعيش براحه، أصبحت أخاف
من كل شيء حتى من البحر والبر، أشعر بعض الأحيان بخوف من الأشجار أشعر أن بداخلها شيء.

أخاف من الشياطين، ومن الظلام.
من كل شي وأكثر شيء أخاف من المــوت والحساب بعض الأحيان تأتيني كوابيس مرعبة، أيضا تأتيني أفكار مثل:
من أنا ؟
كيف خلقت ؟
من ربي ؟
ما معنى إنسان؟
ما هو اللحم ؟
أسأله جنونية؟

مع العلم إني لا أصلي أبدا، حتى في رمضان.

جاء شيخ وقرأ علي، وقال لي ليس بك شيء، ووصف لي نوربيون دواء، الآن بدأت تأتيني أفكار أني مصابة بالوسواس ولن أشفى، وأن حياتي انتهت، وأصبحت مثل اللذين أقرأ عنهم منذ عشر سنين لم يتعافوا؟

أخاف أن أصبح مثلهم، رحت لدكتورة، قالت لي فيك نوبات هلع، وما رحت لها مرة ثانية.

أرجوك يا دكتور، ساعدني.
عندما ذهبت للطبيبة.. قالت لي هذه اسمها نوبات ذعر أو هلع.

دكتور ما هو مرضي، وما علاجه، وكيف أعود لأعيش حياتي بشكل طبيعي؟

متى بدأت معك هذه الحالة بالضبط:
قبل ثلاث سنوات تقريبا

برأيك ما السبب الرئيسي لمشكلتك:
لا أعلم .

ما هي الأشياء التي تفكر بها قبل النوم:
المستقبل، وكيف سأعيش؟، ومايفكر به المراهقون عادة.

كيف تقيم نفسك: عصبي/ مرح:
متوازنة

هل سبق وأن زرت طبيبا نفسيا؟
نعم ولكن مرة واحدة فقط زرت طبيبة عرفتني بمرضي ولم ابدأ علاج معها.

أرجوك أنقدني _بعد الله _ من شبح الجنون أو الانتحار.

أريد أن أعيش حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ seto jeddah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فأولاً أشكرك على رسالتك، وعلى منهجك في الكتابة فهو مفيد جدًّا، منهج الأسئلة ثم الجواب عليها مفيد ومريح للطبيب ليصل إلى التشخيص الصحيح.

الحالة التي تعانين منها هي مخاوف وسواسية، وقد بدأت معك كنوبة هلع أو هرع كما ذكرت لك الطبيبة.

لا تنزعجي لهذه المسميات الثلاثة فهي كلها مرتبطة بالقلق النفسي وليس أكثر من ذلك.

هذه البداية مهمة لأنها توضح الكثير من الأمور التي ربما تكون أصلاً هي السبب في قلقك.

نحن نحرص على التشخيص، وأنت أعطيت المعلومات الصحيحة والرصينة التي قادتنا إلى التشخيص الذي ذكرته لك، وأؤكد لك أن هذا النوع من القلق منتشر وكثير وهو لا يعطل حياة الناس أو هكذا يجب أن يكون.

أنصحك بتناول دواء مضاد للوساوس والمخاوف والهرع، والدواء مطلوب جدًّا في مثل هذه الحالات، لأن مثل هذه الأعراض غالبًا تكون مرتبطة بتغيرات بسيطة حدثت في كيمياء الدماغ، و هذه التغيرات تتمركز حول ما يعرف بالناقلات أو الموصلات العصبية، والتي من أهمها عقار سبرالكس.

أرجو أن تتحصلي على السبرالكس وهو لا يحتاج لوصفة طبية، ابدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي عشرة مليجرام، تناوليها ليلاً بعد الأكل، وهذه الجرعة تناسب عمرك جدًّا، استمري عليها لمدة شهرين، بعد ذلك ارفعيها إلى عشرين مليجراماً يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام لمدة ستة أشهر، ثم إلى نصف مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا النمط العلاجي الدوائي مفيد، وبعد مضي أربعة أسابيع سوف تحسين بتحسن كبير فيما يخص المخاوف والوساوس وكذلك القلق.

الدواء سليم جدًّا وغير إدماني، ولا يؤثر مطلقًا على الهرمونات النسوية.

هذا هو خط العلاج المطلوب، وهنالك محور آخر للعلاج وهو العلاج السلوكي، والذي يتكون من:

أولاً: يجب أن تفهمي حالتك بأنها حالة بسيطة وقد قمنا بشرح هذا الأمر.

ثانيًا: هذه الطاقات النفسية التي زادت في معدلها وأدت إلى حدوث هذه الأعراض نرجو أن توجهيها توجيهاً صحيحاً وذلك من خلال اجتهادك في الدراسة، إدارة وقتك بصورة صحيحة، التواصل الاجتماعي، والحرص على العبادات، والصلاة هي عمود الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. الصلاة الصلاة الصلاة، هذا من آخر ما أوصى به نبينا صلى الله عليه وسلم.

تألمتُ حين قلتِ أنك لا تصلين إذا كنتُ قد فهمتُك بالصورة الصحيحة، ولكن في نفس الوقت سعدتُ لأنك قد عبرت عن هذا التقصير الكبير، لكن يجب أن تداركي نفسك، والصلاة تبعث على الطمأنينة، والدعاء والذكر وتلاوة القرآن هي لُب العبادة، وعليك بتلاوة القرآن الكريم يوميًا.

أنصحك أيضًا بالتواصل مع الصالحات من الصديقات، لابد أن تضعي منهجًا وأهدافًا في حياتك وتسعي للوصول إليها، ومن أفضل هذه المناهج هو التركيز على دراستك، وإدارة وقتك بصورة صحيحة.

ممار سة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة سوف تفيدك، وكذلك تطبيق تمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جدًّ.

وهنالك طرق كثيرة جدًّا لتعلمها وذلك من خلال مقابلة أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك أو بتصفح أحد المواقع على الإنترنت أو بالحصول على كتيب أو شريط يوضح كيفية هذه التمارين.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، وقد أوضحنا لك حالتك وطرق العلاج، وأنا أؤكد لك أن حالتك ليس لها علاقة بالجنون، أما الانتحار فهو حرام وليس هنالك ما يدعوك للتفكير فيه، فالحياة طيبة وجميلة، وإن شاء الله تعالى مستقبلك سيكون مشرقًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً