الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد أن تبت وعدت إلى الله تعالى... كيف أصد وساوس الشيطان؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني أنا شاب تائب من ذنوب سابقة، والحمد لله الآن صرت داعية في جميع غرف المحادثة وتركت العادة السرية والأفلام الإباحية، لكن لا أعرف سبب ضيق التنفس راجعت 6 أطباء بمختلف الاختصاصات باطنية وصدرية وأنف وحنجرة ....الخ، كلهم يقولون إنك سليم، ذهبت للشيخ قال إنه سحر ربط! وعمل لي رقية وارتحت عليها، لكن الآن رجع الوضع مثل السابق.

علما أني لا أسمع الأغاني وأصلي -والحمد لله-.

شكرا لكم وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، كما نسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.

ولدي الكريم الفاضل مصطفى: أتمنى أن أبدأ في حديثي معك أن أقول لك بأنك الآن في وضعٍ شديد على الشيطان، فقد كنت بالأمس القريب من جنوده المقربين، ومن أتباعه المخلصين، والآن قد منّ الله تبارك وتعالى عليك بالتوبة الصادقة النصوح، وأكرمك الله تبارك وتعالى بأنك صرت داعية تدعو إلى الله، وتنصح إخوانك المسلمين وتحثهم على ترك المعاصي والإقبال على الله تعالى، وهذا أمر عزيز جدًّا على الشيطان أن يتركك بدون أن يوجه إليك سهامه القاتلة، وحربه المدمرة؛ ولذلك الذي تشعر به - ابني الكريم الفاضل - إنما هو نوع من أنواع الحرب الخافية الباطنة التي يشنها الشيطان عليك، وأنت تعلم أن الشيطان جنوده كُثر، فهؤلاء السحرة من جنود الشيطان، لأنهم يستعينون به على إلحاق الضرر بعباد الله تعالى وأوليائه الصالحين.

لذلك علاجك - ابني الكريم الفاضل - في متابعة الرقية مرة أخرى، وبما أنك الآن أصبحت من فضل الله تعالى داعية تستطيع أن تعالج نفسك بنفسك، فآيات الرقية معروفة، وكذلك أحاديثها، وتستطيع أن تقرأها في أي كتاب أو كُتيب أو مطوية، كذلك أيضًا من الممكن أن تقرأها وأن تتطلع عليها في موقع البحث (جوجل) أو غيره، عندما تكتب (الرقية الشرعية) فأمرك سهل بإذن الله تعالى.

أنا أنصحك بارك الله فيك - ولدي الكريم الفاضل - أن تجتهد في رقية نفسك بنفسك، لأن الأمر ليس صعبًا، ولعلك من خلال تكرار رقية نفسك يوميًا ستكون قد تمرست في أعمال الرقية وأصبحت خبيرًا بها، وقد تستطيع أن تنفع غيرك أيضًا من إخوانك من المسلمين.

فأنا أنصحك أن تحفظ الآيات وهي ليست كثيرة ولا صعبة، وكذلك الأحاديث المتعلقة بالرقية، وتبدأ في علاج نفسك يوميًا.

كما أوصيك - ولدي الكريم - بضرورة المحافظة على أذكار الصباح والمساء بانتظام وعدم التخلي عن ذلك مهما كانت الظروف، حتى وإن قمت متأخرًا من نومك فلابد من المحافظة عليها، خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات، كذلك أيضًا التهليل مائة مرة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال من فوائدها: (وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي).

عليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء بارك الله فيك، كما أوصيك بالإكثار من قراءة آية الكرسي، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في أثناء النهار، وحافظ بارك الله فيك على أذكار ما بعد الصلوات، وحافظ على صلاة الجماعة، وبإذن الله تعالى هي مرحلة وسوف تنتهي، ولكن لا يلزم أن تنتهي بصفة كلية، لأنه كما ذكرت لك: الشيطان قعد لك بكل طريق تسلكه، لأنك الآن أصبحت من أشد أعداء الشيطان، ولذلك سوف يشن عليك حملات متكررة متتابعة.

عليك بتحصن نفسك بالرقية والأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، وقراءة سورة البقرة، والاستعانة بالله تعالى، ولا تتوقف عن الدعوة، كذلك لا تتوقف عن الرقية، وأبشر بفرج من الله قريب، واعلم أن الله لا يتخلى عن أوليائه، وأنه لا يضيع أهله، ولذلك قال: {وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين} وقال أيضًا: {كذلك حقًا علينا نُنجي المؤمنين} فأبشر بفرج من الله قريب، وسل الله تعالى الثبات، وواصل دعوتك، ولا تستسلم لما يريده الشيطان منك، واعلم أن الله تبارك وتعالى مؤيدك وناصرك ومعينك.

نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً