السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن ينير دروبنا، وأن يرفع من قدركم وهمتكم، فنحن في حاجة ماسة لمن يسمع ويفقه، ويجيب على إشكالاتنا، فلكم نداء الحب ونداء الأخوة ونداء البذل، لا حرمتم أجر تثبيتي وإعانتي على الهدى والعفاف.
الاستشارة بالتفصيل موجز هي:
أنا شاب جامعي عمري 26 سنة، أدرس بكلية طب أسنان في آخر سنة، وكذلك منتسب في كلية الإعلام بالمستوى الثالث، ومن أسرة مقتدرة مادياً، وصغيرة لا يتجاوز أفرادها (6)، وأنا الابن الوحيد، ولي 3 أخوات.
أرغب بالخطبة من امرأة، صفاتها كالتالي:(متدينة -مثقفة ومتعلمة-صاحبة مناشط دعوية وتحافيظ- جميلة - محفزة وصبورة)، لكني الآن تعثرت في هذا القرار بسبب مشاكل عدة:-
أولها، زواج والدي من الزوجة الثانية دون علم والدتي، حتى هذه اللحظة، وانشغاله بالعمل، وللأسف، وميله لعدم العدل بيننا، وإهماله للبيت، رغم علمي بحسن نواياه وحبه لنا.
التفكك الأسري جديد على حياتنا في هذه السنة، مما جعل عندي تشتتاً ذهنياً لم أكن أشعر به من ذي قبل في الإقدام على الخطبة.
ثانياً- تخوف الوالدة من أمر زواجي في كونه سيبعدني عنها، رغم عدم إفصاحها عن ذلك، بل حتى اتفاقها مع أختي الكبرى المتزوجة، على أنهم لن يختاروا لي إلا بنتا عادية في الجمال، والقدرات، لكي لا تتسلط.
كذلك أم البنت يجب أن تكون مسكينة، لا تملك قراراً ولا تأثيراً علي حال زواجي، وهذا يجعلني أرتاب نحو اختيارهم للخطيبة، رغم ثقتي الكبيرة بهم.
ثالثاً- حتى الآن لم أقنع أهلي، ووالدي إلا بموضوع الخطبة، أما عقد القرآن والزواج فهم يعارضون ذلك، لكوني لم أتخرج من كلية الطب، وهنا أشعر بأنَّ الخطبة لن تهدئ من روعي عقلياً، ولا عاطفياً، ولا نفسياً، إنما محاولة علاجية للحفاظ على ديني وإكمال ما بقي من دراستي، دون الانجرار وراء الشهوات أو إفساد ما بنيته في نفسي خلال سنوات لأثر وعظم المعصية.
خطتي حالياً أنَّ يكون الزواج بعد سنتين للإعداد المادي، والإعداد التثقيفي للزواج، فكيف العمل؟! وبماذا أبدأ الخطة؟
رابعاً- كنت في بداية دراستي قد تعثرت عن إكمال الدراسة بسبب مرض يسير ألمَّ بي، فكنت أعاني تعباً يسيراً، ولولا الله ثم رجال أعانوني على الصبر لما وصلت إلى هذا التميز، والتشافي تقريباً، فلله الحمد والمنة.
حالياً أقرأ على نفسي، وأتحصن مع بعض ما يلمُّ بي من الخمول، وسخونة الأطراف، والتعرق، بل آلام البطن من فترة إلى أخرى، وصداع حال الرقية الشرعية.
أخشى أن يؤثر ذلك على حياتي، ما بعد الزواج، رغم تفاؤلي بأن هذا عارض، وقد زال وبقي أثر بسيط، والله قادر على كل شيء، فما توجيهكم لي؟
خامساً- ما العمل؟ فوالدي عليه أعباء مادية لبيتين، وكذلك نفقة دراستي ومصاريفي، ولن يستطيع تزويجي وتحمل أعباء مادية أخرى، وللأسف والدي لا يفكر إلا في حيز ظروفه، حتى إنه يحاول أن يقنعني بأن أطبق سنة الامتياز(التطبيق بالعيادة)، في مدينة والدتي حتى أحمل عنه هماً ويرتاح هو فقط!
رغم تعارض ذلك مع خطتي، وبعض ما أهدف لتحقيقه في بلد الدراسة، كالدورات والعمل التطوعي والجانب الإعلامي.
هل هذا التفكير وللأسف منطقي، ومنطلق من (كلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته)؟ وهل يريح من تصارعه الشهوة؟ رغم التزامي وعهدي على الثبات، وتقديم الخير للمجتمع.
سادساً- وربي العظيم لولا حاجتي وثقتي بكم لما طرقت هذه الاستشارة، لعلمي وإيماني بأنكم ستخطون لي خارطة طريق عملية، بعيدة عن التنظير، تشبعني وترسم لي، المطلوب من مستشاري الفاضل.
ما كيفية التعامل مع والدتي المعلقة، ووالدي المنهمك في التشبب، رغم قربه من 58 عاماً -حفظه الله لنا من كل سوء- ودوري في البيت، والقيام بشؤون إخوتي دعوياً ونفسياً واجتماعياً؟
وما كيفية التعامل مع أمر وملف زواجي، الذي سيهدئ من روعي ويحفزني للعطاء، ويسكن شتاتي الذهني والجنسي، والذي حالياً أعده أهم من دراستي وأنشطتي؟
كيف أستمر في دراستي، وعطائي؟ رغم هذا التفكك الذي يتعبني كثيراً، وبدء في التداخل مع همتي في الدراسة.
تعرض علي فتيات للزواج منهن عن طريق إخوة صالحين، لكني عزمت على عدم الجزم بالخطبة إلا بعد الاستشارة والاستخارة، فكيف أختار بأدوات عملية زوجة صالحة، ومحفزة ومتعلمة وفق ظروفي الأسرية، (تفكك أسري)، وكذلك ظروفي الاقتصادية (طالب)..
شكرا لكم ولن أنسى فضلكم ما حييت.