السلام عليكم
أعاني من ألم في جهة اليسار من الصدر، والألم شديد، وصار لي شهر على هذا الحال، ذهبت للمستشفى وعُرضت على أطباء القلب، وأكدوا لي أن القلب ليس فيه شيء، والسبب من الألم هو تشنج عضلات الصدر في جهة اليسار، ولكن البارحة أصبت بإغماء، ويدي تنمّل، وأحس أني لا أقدر حتى على فتح أصابعي، والحرارة تطلع من جسمي من الداخل من تحت إلى فوق، وأحس أن المكان حار.

والألم يأتيني كأنه شيء ضاغط، وأحس بصعوبة التنفس، وإذا نمت على جهة اليسار - جهة الألم - يزداد الألم ويمتد من الصدر إلى تحت الإبط واليد كاملة، والظهر، أي الضلع الأيسر من جهة الظهر، وبالحركة يزيد، لكن حتى بدون حركة يأتي الألم مصاحبا لدوار وغثيان ورجفة.

أتمنى من الأطباء أن يساعدوني ويعطوني العلاج الشافي بإذن الله تعالى!

مع السلامة وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهناك الكثير من الأسئلة حول نفس الموضوع، وهناك الكثير من الناس من يشكو من آلام الصدر، ويكون مصدر الألم هو ما نسميه الجهاز العضلي الحركي، أي من عضلات الصدر أو من الأضلاع أو من المفاصل بين الأضلاع والغضاريف في الصدر، وعلى الرغم من أن الأمر يمكن التيقن منه من قبل الطبيب بالفحص ومحاولة طمأنة المريض، إلا أن المريض يذهب من طبيب إلى آخر ويتم إجراء تحاليل وصور وايكو، وأحياناً اختبار الجهد، وكل ذلك فقط لمحاولة طمأنة المريض، وفي أحيان كثيرة لا يقتنع المريض، ويدخل في دوامة الوساوس أن الأطباء ربما لم يستطيعوا أن يفهموا حالته، وكلما شعر بالألم زاد قلقله وبدأت تزداد وتظهر أعراض القلق والتوتر.

أنا أقول لك صراحة: إن الحل بيدك؛ لأن الأطباء أكدوا لك أن القلب سليم؛ ولذا لا تفسير آخر للألم إلا العضلات والمفاصل في الصدر، ومثال هذا الألم هو الصداع، فالطبيب يجري الصور ولا يجد أي شيء في الصور، ويطمئن المريض، ومع ذلك يبقى الصداع طول العمر، وكثير من الناس يتعايشون مع الصداع، ويتناولون الدواء الذي يخفف الصداع عند حصول الصداع، إلا أن الصداع يتكرر وفي أوقات معينة وفي ظروف معينة، ومع التعايش مع الصداع يتعرف المريض على الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى حدوثه وبالتالي يتجنب هذه الأمور إن أمكن.

ونفس الشيء بالنسبة لآلام الصدر الناجمة عن الجهاز العضلي، فيجب أن تعرفي تماماً أين الألم، وأسباب زيادة الألم كوضعية معينة أو التعرض لتيار بارد، وكلما زاد التركيز على منطقة الألم فإن الألم قد يزداد، وقد ينتشر إلى عضلات أخرى.

أرى أن تراجعي طبيباً مختصاً بأمراض الروماتيوزم، فقد يكون سبب الألم هو مفاصل الصدر نفسها بين الأضلاع والغضاريف أو بين الغضاريف وعظم القفص، وقد تحتاجين لتناول الأدوية المسكنة لفترة من الزمن ولعدة أسابيع كي يخف الألم تماماً.

والله الموفق.