الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض الاكتئاب النفسي وعلاجه

السؤال

في الآونة الأخيرة أصبحت أحس بالكآبة والخمول والنسيان، فدلوني على العلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالشعور بالكآبة والخمول والنسيان أو عدم التركيز، من الأعراض الأساسية للاكتئاب النفسي لدى بعض الأشخاص، والكآبة في حد ذاتها تدل بالتأكيد على عسر المزاج وعدم الرغبة في فعل الأشياء، أما الخمول والنسيان فهما أيضاً من سمات الاكتئاب، ولكنها ليست مرتبطة بالمزاج ارتباطاً مباشراً.

هنالك أيضاً بعض الأسباب العضوية البسيطة، مثل عجز إفراز الغدة الدرقية، فأرجو أن تعمل بعض الفحوصات الشاملة البسيطة، لتتأكد من قوة الدم، ووظائف الكبد والكلى، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، ومستوى السكر في الدم، هذه أطر أساسية يبدأ بها الإنسان مع ثقة كاملة -إن شاء الله- أنك سوف تجد كل شيء طبيعياً.

أما طريقة العلاج فهي تتمثل في الآتي:

أولاً: يا أخ محمد أرجو أن تكون إيجابياً في تفكيرك، أرجو أن تتذكر الأشياء الجميلة في حياتك، وألا تدع للسلبية باباً حتى تسيطر عليك، انظر إلى حياتك، سوف تجد إن شاء الله أن هنالك أشياء جميلة جدّاً ولكن لم تعرها اهتماماً، هذا ليس لأنك غير مهتم، ولكن لأن الاكتئاب قد سيطر على مزاجك وجعلك تكون سلبياً ومتشائماً، نحن دائماً نطالب بالإيجابية لأنها السلاح البتار الذي يهزم الاكتئاب دون شك في ذلك.

ثانياً: عليك ألا تؤجل الأمور، وأن تكون مديراً لوقتك بصورة جيدة ومنتظمة وفعّالة؛ لأن الاكتئاب أيضاً يهزم الناس من خلال الدعوة للكسل والخمول وتأجيل الأمور، أرجو أن تكون منضبطاً، وأرجو أن تكتب جدولاً يومياً لا تحيد عنه مطلقاً.

ثالثاً: عليك أخي أيضاً بالتواصل الاجتماعي، هذا أمر ضروري جدّاً، عليك بحضور حلقات التلاوة في المسجد ومقابلة الأصحاب والأخيار؛ فهم إن شاء الله فيهم سند كبير لك.

رابعا: عليك يا أخي أيضاً أن تمارس الرياضة؛ فالرياضة تقوي النفوس مثلما أنها تقوي الأجسام، هي تنشط الإفرازات الكيميائية الداخلية، وهي تشكل نوعاً من المكافئة الذاتية للإنسان يشعر بعدها بالارتياح، أرجو أن تكون حريصاً عليها جدّاً.

الجانب الآخر في العلاج هو الأدوية، والحمد لله توجد أدوية كثيرة وفعّالة وممتازة، والدواء الذي يناسب الاكتئاب المصحوب بالخمول هو الدواء الذي يعرف باسم بروزاك، هذا العقار يزيد من الطاقات ويزيد من الفاعلية، وهو إن شاء الله يجعلك تكون مرتاحاً.

ابدأ بتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم 20 مليجرام، يفضل أن تكون في الصباح أو بعد الغداء، استمر عليها لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم – أي 40 مليجرام – يجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضه إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، وسوف تجد إن شاء الله منه خيراً كثيراً.

الدواء الآخر المشابه لعلاج هذه الحالات هو العقار الذي يعرف باسم ايفكسر، ولكني أفضل أن تبدأ بالبروزاك، وسوف تجد إن شاء الله أنه قد ساعدك كثيراً، مع ضرورة الالتزام بالإرشادات النفسية والسلوكية السابقة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً