حدثنا عبد الله بن قحطبة ، حدثنا ، حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري ، حدثنا مؤمل بن إسماعيل سفيان ، حدثنا قال: سمعت عبد الله بن دينار، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ابن عمر "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير راع على رعيته، ومسؤول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة عنه، والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه".
قال - رضي الله عنه - : صرحت السنة عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بأن كل راع مسؤول عن رعيته، فالواجب على كل من كان راعيا لزوم التعاهد لرعيته، فرعاة الناس العلماء، وراعي الملوك العقل، وراعي الصالحين تقواهم، وراعي المتعلم معلمه، وراعي الولد والده، كما أن حارس المرأة زوجها، وحارس العبد مولاه، وكل راع من الناس مسؤول عن رعيته. أبو حاتم
وأكثر ما يجب تعاهد الرعية للملوك؛ إذ هم رعاة لها، وهم أرفع الرعاة لكثرة نفاذ أمورهم، وعقد الأشياء وحلها من ناحيتهم، فإذا لم يراعوا أوقاتهم، ولم يحتاطوا لرعيتهم هلكوا، وأهلكوا، وربما كان هلاك عالم في فساد ملك واحد، ولا يدوم ملك ملك إلا بأعوان تطيعه، ولا يطيعه الأعوان إلا بوزير، ولا يتم ذلك إلا أن يكون الوزير ودودا نصوحا، ولا يوجد ذلك من الوزير إلا بالعفاف [ ص: 269 ] والرأي، ولا يتم قوام هؤلاء إلا بالمال، ولا يوجد المال إلا بصلاح الرعية، ولا تصلح الرعية إلا بإقامة العدل، فكأن ثبات الملك لا يكون إلا بلزوم العدل، وزواله لا يكون إلا بمفارقته.
لأنه إذا جنى عليه أعمال عماله لم يكن قائما بالعدل. فالواجب على الملك أن يتفقد أمور عماله، حتى لا يخفى عليه إحسان محسن، ولا إساءة مسيء؛
ولقد أنشدني علي بن محمد البسامي:
إذا سست قوما فاجعل العدل بينهم وبينك تأمن كل ما تتخوف وإن خفت من أهواء قوم تشتتا
فبالجود فاجمع بينهم يتألفوا