السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد استشارة الشيخ الفاضل/ موافي عزاب، وأشكره جزيل الشكر لما يقدمه، وأسأل الله العظيم الكريم أن يجعله في ميزان حسناته، والله، إني أدعو له في كل صلاة.
أريد أن أبوح لك ببعض الأمور التي جعلتني أفقد متعتي في الحياة، إنها رسالة طويلة، ولكن أرجو أن يتسع قلبك لسماعها، لا أدري كيف أصف مشكلتي أو أكتبها أو أصيغها؟ لقد تعبت جداً من مشاكل الحياة، رغم صغر سني الـذي يبلغ 18 عامًا، إلا أني أشعر بالكثير من اليأس والانكسار! لقد أغلقت الدنيا أبوابها في وجه حياتي، أشعر أن الله قال لي: اذهب، لا راحة بالٍ لك في الدنيا ولا في الآخرة، أشعر أنه وضعني في قائمة المغضوب عليهم إلى يوم الدين!
لا أدري لماذا؟! لا أدري ما يحصل لي؟! ضاقت بي الدنيا، ولم أعُد أرى ما يسرني، الناس من حولي يلهون، والهموم تحاصرني من كل مكان وفي كل حين! والألم يسكن قلبي ووجداني، وسمائي تتلبد بالغيوم، وتكشف لي الدنيا عن وجهها الآخر؛ لتسقيني من كأس الشقاء والتعاسة! أعيش في دوامة من المشاكل والتناقضات التي لا أرى لها نهاية، ولا أعرف منها خلاصًا، يسكنني إحساس كبير بالفشل، إحساس بالمرارة، إحساس بالانكسار.
أُغلقتْ في وجهي كل الأبواب، ولا أدري لماذا كل هذا العذاب؟! شيء ما غريب جدًا يعكر صفو حياتي هذه الفترة، فقد فقدتُ شهيتي للحياة، أصبحت حسّاسا بشكل مفرط، أفكر كثيرًا، لا أنام، لا آكل، لا شيء يسعدني أبدًا، وكأنني لوحة فقدتْ ألوانها؛ والسبب غياب الرسام.
بدأت أفقد تركيزي في الحياة، لم أعُد أهتم لما يدور حولي! أحاول الصمود بطرق متعددة، كل يوم وكلما أتى الليل يبدأ اليأس يتغلغل في أعماقي! أحيانًا أبكي ولا أدري ما القصة غير أني تعبت من كل شيء! أنا فعلًا النجار الذي بابه مخلوع!
أهلي لا يهتمون بأمري، لديّ ضغوطات كثيرة، أشعر بالوحدة، مقفول في وجهي باب الرزق منذ سنين! أحب فتاة قلبها طيب جداً، لكني لم أعد أشعر بمتعة الحياة، مشاكلي وضغوطي كثيرة جداً جداً، أشعر أن الله لا يحبني، وجعلني فعلًا من المغضوب عليهم؛ فأنا غير موفق في أي شيء! أحاول أن أقنع نفسي أنها مجرد ابتلاءات من الله، لكنها تزداد، إنها تكاد أن تقتلني، إنها دمرتني نفسياً ومعنوياً ومادياً، لا مستقبل لدي!
تركت الدراسة؛ بسبب أبي الذي هدم أحلامي، لا أتأقلم مع أي عمل أدخله؛ لأنهم كلهم منافقون، ويهمهم الصعود على أكتاف الآخرين، ربما مللتَ وأنت تقرأ رسالتي، أعتذر لك، لكن ما أقوله لك، هو يعبّر عن كل معاناتي، إنها كبيرة، إنها كثيرة، إنها معقدة، لا حل لها، تضرعت إلى الله، طلبت، بكيت، شكوت، بلا فائدة، ألم أقل لك: إن الله قد جلعني في قائمة المغضوب عليهم؟! لا أريد الانتحار؛ لأني أعلم أنه ليس حلًا لمشاكلي، لكن ضغوط الحياة أتعبتني كثيرًا وبشكل جنوني وكبير!
أتساءل: هل الله يكرهني إلى هذا الحد؛ ليعذبني كل هذا العذاب؟ حتى أني لم أسلم من الأمراض الجسدية رغم أن عمري 18 عامًا، رأيت كثيرًا في حياتي: كُسرت يدي، كسرت رجلي، وقعت على رأسي بشكل قوي، فأصابني التهاب شديد في سرّتي، كُسر حوضي، كُسرت أصابعي، كُسر أنفي، ثُقبت طبلة أذني، وظهري يؤلمني بشكل قوي جداً.
ربما تقول لي: إنها ابتلاءات من الله، لكن من لديه طاقة تحْمِل ما حصل لي؟! أنا ليست لدي طاقة تَحَمُّل كالأنبياء، ولا أعصي الله، ولا أكفر، ولا أعمل أي شيء يغضبه!
أنقذوني من العذاب الذي أعاني منه، أرشدوني، جزاكم الله خيرًا، وأريد منكم الجواب الشامل الكامل، والسلام عليكم، ودمتم ناصحين مرشدين.