الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: فأرسلنا عليهم

                                          [8854] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن منيب ، ثنا أبو معاذ ، عن عبيد بن سليمان ، عن الضحاك ، فأرسلنا عليهم الطوفان قال: أمطر الله عليهم السماء حتى امتنع عنهم كل شيء

                                          قوله تعالى: الطوفان

                                          [8855] حدثنا أبي ، ثنا ابن الأصبهاني ، أنبأ يحيى بن يمان ، عن المنهال بن خليفة، عن الحجاج ، عن الحكم بن مينا، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطوفان: الموت

                                          [8856] وحدثنا أبي، ثنا الحماني، ثنا يحيى بن يمان ، عن المنهال بن خليفة، عن عطاء ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطوفان: الموت

                                          والوجه الثاني:

                                          [8857] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قوله: فأرسلنا عليهم الطوفان قال: مطروا بالليل والنهار ثمانية أيام وروي، عن أبي مالك ، والضحاك ، وقتادة أنه الماء، وروي عن سعيد بن جبير ، والسدي قالا: المطر

                                          والوجه الثالث:

                                          [8858] حدثنا أبي ، ثنا يحيى بن المغيرة ، ثنا جرير ، عن قابوس ، عن أبيه، عن ابن عباس ، قال: الطوفان أمر من أمر ربك، ثم قرأ فطاف عليها طائف من ربك

                                          [ ص: 1545 ] والوجه الرابع:

                                          [8859] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو عبد الرحمن الحارثي ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قال: الغرق.

                                          والوجه الخامس:



                                          [8860] ذكر، عن أبي عاصم ، عن عيسى بن أبي نجيح، عن مجاهد: الطوفان، الماء والطاعون.

                                          [8861] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح، كاتب الليث ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: فأرسلنا عليهم الطوفان وهو المطر حتى خافوا الهلاك فأتوا موسى، قالوا يا موسى: ادع لنا ربك يكشف عنا المطر فإنا نؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل، فدعا ربه فكشف عنهم المطر، فأنبت الله حرثهم، وأخصبت بلادهم، فقالوا: ما نحب أنا لم نمطر فلن نترك آلهتنا، ولن نؤمن لك، ولن نرسل معك بني إسرائيل، فأرسل الله عز وجل عليهم الجراد

                                          [8862] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن وهب بن عطية الدمشقي ، ثنا الهيثم ابن عمران العبسي، قال: سمعت إسماعيل بن عبيد الله ، يقول: كان الطوفان الذي أصاب الناس في نيسان.

                                          قوله تعالى: والجراد

                                          [8863] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله: والجراد قال: فأرسل الله عليهم الجراد فأسرع في فساد ثمارهم وزروعهم، قالوا: يا موسى، ادع لنا ربك يكشف عنا الجراد، فإنا سنؤمن لك: ونرسل معك بني إسرائيل، فدعا ربه فكشف عنهم الجراد، وكان قد بقي لهم من زرعهم ومعايشهم بقايا، فقالوا: قد بقي لنا ما هو كافينا، فلن نؤمن لك ولن نرسل معك بني إسرائيل

                                          [8864] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن يعقوب، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا المطر فنؤمن لك، ونرسل معك بني إسرائيل، فدعا ربه فكشف الله عنهم [ ص: 1546 ] المطر، قال: فأنبت الله لهم في تلك السنة شيئا لم ينبته قبل ذلك من الزرع، والكلإ، والثمر، فقالوا: هذا ما كنا نتمنى فأرسل الله عليهم الجراد فسلطه على الكلإ فلما رأوا أثره في الكلأ، عرفوا أنه لا يبقي الزرع، قالوا: يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا الجراد، فنؤمن لك، ونرسل معك بني إسرائيل، فدعا ربه، فكشف عنهم الجراد، فداسوا فأحرزوا في البيوت، فقالوا: قد أحرزنا

                                          [8865] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، قوله: فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد قال: والجراد تأكل مسامير زنجهم يعني أبوابهم وثيابهم

                                          [8867] حدثنا أبي ، ثنا عبد العزيز بن منيب بن معاذ ، عن عبيد بن سليمان ، عن الضحاك ، قوله: والجراد فأرسل الله عليهم الجراد الذي لا أجنحة له فتتبع ما بقي من حروفهم وشجرهم، وسائر نباتهم

                                          [8868] حدثنا المنذر بن شاذان ، ثنا يعلى، ثنا سفيان ، عن أبي خالد ، عن ابن عباس ، قال: والجراد نثرة من حوت في البحر

                                          قوله تعالى: والقمل

                                          [8869] حدثنا أبي ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا عبد الوارث ، ثنا عامر الأحول، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قول الله والقمل قال: هو الدبا

                                          [8870] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ، أنبأ بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، في قوله: والقمل قال: الجراد الذب ليس له أجنحة وهو الدبى وروي عن الضحاك ، وقتادة ، وسعيد بن جبير ، وعطاء الخراساني مثل ذلك

                                          [ ص: 1547 ] والوجه الثاني:

                                          [8871] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن يعقوب، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : فأرسل الله عليهم القمل: وهو هذا السوس الذي يخرج من الحنطة، فكان الرجل يخرج بالحنطة عشرة أجربة إلى الرحى فلا يرد منها بثلاثة أقفزة قالوا: يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا هذا القمل، فنرسل معك بني إسرائيل، فدعا ربه، فكشف عنهم، فأبوا أن يرسلوا معه بني إسرائيل

                                          والوجه الثالث:

                                          [8872] حدثنا أبي ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا عبد الوارث ، ثنا عامر الأحول، قال: وقال الحسن : هو القمل يعني قوله: والقمل وروي، عن زيد بن أسلم مثل ذلك

                                          والوجه الرابع:

                                          [8873] حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم، ثنا مفضل ، حدثني أبو صخر ، أنه قال: والقمل الجراد الذي يطير وروي، عن عكرمة أنه قال: القمل بنات الجراد

                                          الوجه الخامس

                                          [8874] أخبرنا عمرو بن ثور القيساري ، فيما كتب إلي، ثنا الفريابي ، ثنا قيس بن الربيع ، عن سعيد بن مسروق ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال: والقمل الجعلان

                                          والوجه السادس

                                          [8875] أخبرنا أبو يزيد القراطيسي ، فيما كتب إلي، ثنا أصبغ بن الفرج ، قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، يقول: في قول الله: فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع قال: زعم بعض الناس في القمل أنها البراغيث

                                          قوله تعالى: والضفادع

                                          [8876] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا يعقوب، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: فبينا موسى عليه [ ص: 1548 ] السلام جالس عند فرعون إذ سمع نقيق ضفدع من نهر قال: فقال يا فرعون ما تلقى أنت وقومك من هذا الضفدع؟ قال: وما عسى أن يكون عند هذا الضفدع. فما أمسوا حتى كان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع وما منهم من أحد يتكلم إلا وثب ضفدع في فيه، وما من آنيتهم من شيء إلا وهي ممتلئة من الضفادع، فقال فرعون: ادع لنا ربك يكشف عنا هذه الضفادع فنؤمن بك، ونرسل معك بني إسرائيل، قال: فدعا ربه فكشف عنهم الضفادع

                                          [8877] حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن عمران بن علي الأسدي، ثنا أبو داود ، ثنا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: لم يكن شيء أشد على آل فرعون من الضفادع كانت تأتي القدور وهي تغلي من اللحمان فتلقي أنفسها فيها، فأشابها الله برد الماء والثرى إلى يوم القيامة.

                                          [8878] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن علي بن حمزة ، حدثني علي بن الحسين ، عن أبيه، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: كانت الضفادع برية، فلما أرسلها الله على آل فرعون سمعت وأطاعت فجعلت تقذف نفسها في القدر وهي تغلي وفي التنانير وهي نفور فأثابها الله عز وجل بحسن طاعتها برد الماء.

                                          [8879] حدثنا أحمد بن منصور المروزي ، ثنا النضر ، أنبأ إسرائيل، أنبأ جابر بن يزيد، عن عكرمة ، قال: قال عبد الله بن عمرو : لا تقتلوا الضفادع، فإنها لما أرسلت على بني إسرائيل. انطلق ضفدع منها، فوقع في تنور فيه نار طلبت بذلك مرضاة الله فأبدلهن الله أبرد شيء تعلمه الماء وجعل نقيقهن التسبيح.

                                          قوله تعالى: والدم

                                          [8880] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا يعقوب، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، فأرسل الله عليهم الدم فصارت أنهارهم دما، وصارت آبارهم دما، فشكوا ذلك إلى فرعون وما يجدون من عظم الدم، فقال: ويحكم قد سحركم، فقالوا: وليس نجد من مائنا شيئا في [ ص: 1549 ] إناء ولا بئر ولا نهر إلا ونجد فيه طعم الدم العبيط، قال فرعون: يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا الدم، فكشف عنهم فلم يفوا

                                          [8881] حدثنا أبي ، ثنا أبو حذيفة ، ثنا شبل ، عن عبد الله بن كثير ، عن مجاهد، قال: سال النيل دما فكان الإسرائيلي يستقي ماء طيبا ويستقي الفرعوني دما ويشتركان في إناء واحد فيكون ما يلي الإسرائيلي ماء طيبا وما يلي الفرعوني دما.

                                          و[8882] حدثنا أبي ، ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، ثنا محمد بن ثور، عن معمر ، عن قتادة، قال: ثم أرسل عليهم الدم فكان أحدهم إذا أراد أن يشرب تحول ذلك الماء دما.

                                          والوجه الثاني:

                                          :

                                          [8883] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن خلاد الخلال، ثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا زهير بن محمد ، قال: قال زيد بن أسلم : وأما الدم فسلط الله عليهم الرعاف.

                                          قوله تعالى: آيات

                                          [8884] حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن رجاء الغداني، أنبأ إسرائيل، عن سماك ، عن نوف الشامي، قال: مكث موسى في آل فرعون بعد ما غلبت السحرة عشرين سنة يريهم الآيات الجراد، والقمل والضفادع والدم فيأبوا، يعني: أن يسلموا

                                          قوله تعالى: مفصلات

                                          [8885] حدثنا أبي ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قال: وكانت آيات مفصلات بعضها على أثر بعض لتكون لله الحجة عليهم، فأخذهم الله بذنوبهم فأغرقهم الله في اليم.

                                          قوله تعالى: فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين

                                          [8886] أخبرنا محمد بن سعد ، فيما كتب إلي، حدثني أبي، حدثني عمي، عن أبيه، عن ابن عباس : فلما أتى موسى فرعون بالرسالة فاستكبروا قال: لن أرسل معك بني إسرائيل

                                          [ ص: 1550 ]

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية