الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الزائد الثالث الياء ، زيدت علامة لاختصاص ملكوتي باطن ; وذلك في [ ص: 21 ] تسعة مواضع كما قاله في المقنع : " " أفإين مات أو قتل " " ( آل عمران : 144 ) " .

" من نبإي المرسلين " " ( الأنعام : 34 ) ، " " من تلقائ نفسي " " ( يونس : 15 ) ، " " وإيتائ ذي القربى " " ( النحل : 90 ) ، " " ومن آنائ الليل " " ( طه : 130 ) ، " " أفإين مت " " ( الأنبياء : 34 ) ، " " أو من ورائ حجاب " " ( الشورى : 51 ) ، " " والسماء بنيناها بأييد " " ( الذاريات : 47 ) ، و " " بأييكم المفتون " " ( القلم : 6 ) .

قال أبو العباس المراكشي : إنما كتبت " " بأييد " " ( الذاريات : 47 ) بياءين فرقا بين الأيد ( ص : 17 ) الذي هو القوة ، وبين الأيدي جمع يد ، ولا شك أن القوة التي بنى الله بها السماء هي أحق بالثبوت في الوجود من الأيدي ، فزيدت الياء لاختصاص اللفظة بمعنى أظهر في إدراك الملكوتي في الوجود .

وكذلك زيدت بعد الهمزة في حرفين : " " أفإين مات " " ( آل عمران : 144 ) ، ) أفإين مت ( ( الأنبياء : 34 ) ، وذلك لأن موته مقطوع به ، والشرط لا يكون مقطوعا به ، ولا ما رتب على الشرط هو جواب له ; لأن موته لا يلزم منه خلود غيره ولا رجوعه عن الحق ، فتقديره : أهم الخالدون إن مت ؟ ! فاللفظ للاستفهام والربط ، والمعنى للإنكار والنفي ، فزيدت الياء لخصوص هذا المعنى الظاهر للفهم الباطن في اللفظ المركب .

وكذلك زيدت بعد الهمزة في آخر الكلمة في حرف واحد ، في الأنعام : " " من نبائ المرسلين " " ( الآية : 34 ) تنبيها على أنها أنباء باعتبار أخبار ، وهى ملكوتية ظاهرة .

وكذلك " " بأييكم المفتون " " ( القلم : 6 ) كتبت بياءين ، تخصيصا لهم بالصفة لحصول ذلك ، وتحققه في الوجود ، فإنهم هم المفتونون دونه ، فانفصل حرف " أي " بياءين لصحة هذا الفرق بينه وبينهم قطعا ، لكنه باطن فهو ملكوتي ، وإنما جاء اللفظ بالإبهام على أسلوب [ ص: 22 ] المجاملة في الكلام ، والإمهال لهم ; ليقع التدبر والتذاكر ، كما جاء : وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ( سبأ : 24 ) ، ومعلوم أنا على هدى ، وهم على ضلال .

التالي السابق


الخدمات العلمية