الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                649 - أخبرنا مالك، عن سمي مولى أبي بكر: أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن، يقول: كنت أنا وأبي عند مروان بن الحكم، وهو أمير المدينة، فذكر له أن أبا هريرة يقول: من أصبح جنبا أفطر ذلك اليوم. فقال مروان: أقسمت عليك يا عبد الرحمن لتذهبن إلى أمي المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنها فلتسألنهما عن ذلك. فقال أبو بكر: فذهب عبد الرحمن، وذهبت معه حتى دخلنا على عائشة رضي الله عنها فسلم عليها عبد الرحمن، فقال: يا أم المؤمنين، إنا كنا عند مروان فذكر لنا أن أبا هريرة قال: من أصبح جنبا أفطر ذلك اليوم. فقالت عائشة رضي الله عنها: ليس كما قال أبو هريرة يا عبد الرحمن، أترغب عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله؟ قال عبد الرحمن: لا والله يا عائشة. فقالت عائشة رضي الله عنها: فأشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان ليصبح جنبا من [ ص: 119 ] جماع غير احتلام، ثم يصوم ذلك اليوم. قال: ثم خرجنا حتى دخلنا على أم سلمة رضي الله عنها فسألها عن ذلك، فقالت مثل ما قالت عائشة رضي الله عنها فخرجنا حتى جئنا مروان، فقال عبد الرحمن ما قالتا فأخبره. فقال مروان: أقسمت عليك يا أبا محمد لتركبن دابتي بالباب فلتأت أبا هريرة فلتخبره بذلك. فركب عبد الرحمن وركبت معه حتى أتينا أبا هريرة فتحدث معه عبد الرحمن ساعة ثم ذكر ذلك له، فقال أبو هريرة: لا علم لي بذلك إنما أخبرنيه مخبر.

                                                                التالي السابق


                                                                الخدمات العلمية