آ. (4) قوله : للمصلين خبر لقوله: "فويل" والفاء للتسبب، أي: تسبب عن هذه الصفات الذميمة الدعاء عليهم بالويل لهم. قال بعد قوله: "كأنه قيل: أخبرني، وما تقول فيمن يكذب بالدين إلى قوله: أنعم ما يصنع؟ ثم قال الله تعالى: الزمخشري فويل للمصلين ، أي: إذا علم أنه مسيء فويل للمصلين على معنى فويل لهم، إلا أنه وضع صفتهم موضع ضميرهم، لأنهم كانوا- مع التكذيب وما أضيف إليه- ساهين عن الصلاة مرائين غير مزكين أموالهم. فإن قلت: كيف جعلت المصلين قائما مقام ضمير الذي يكذب وهو واحد؟ قلت: لأن معناه الجمع، لأن المراد به الجنس ".
قال الشيخ: "وأما وضعه المصلين موضع الضمير، وأن المصلين جمع; لأن ضمير الذي يكذب معناه الجمع فتكلف واضح. ولا ينبغي أن يحمل القرآن إلا على ما عليه الظاهر، وعادة هذا الرجل تكلف أشياء في فهم القرآن ليست بواضحة" انتهى. قلت: وعادة شيخنا - رحمه الله - التحامل على حتى يجعل حسنه قبيحا. وكيف يرد ما قاله وفيه ارتباط الكلام بعضه ببعض، وجعله شيئا واحدا، وما تضمنه من المبالغة في الوعيد في إبراز وصفهم الشنيع؟ ولا يشك أن الظاهر من الكلام أن [ ص: 123 ] السورة كلها في وصف قوم جمعوا بين هذه الأوصاف كلها: من التكذيب بالدين ودفع اليتيم وعدم الحض على طعامه، والسهو في الصلاة، والمراءاة ومنع الخير. الزمخشري