ويل : ويل : كلمة مثل ويح إلا أنها كلمة عذاب . يقال : ويله وويلك وويلي ، وفي الندبة : ويلاه ; قال الأعشى :
قالت هريرة لما جئت زائرها ويلي عليك وويلي منك يا رجل
لامك ويلة وعليك أخرى فلا شاة تنيل ولا بعير
على موطن أغشي هوازن كلها أخا الموت كظا رهبة وتويلا
وقالوا : له ويل وئل وويل وئيل ، همزوه على غير قياس ; قال ابن [ ص: 296 ] سيده : وأراها ليست بصحيحة . وويل وائل : على النسب والمبالغة لأنه لم يستعمل منه فعل ; قال : امتنعوا من استعمال أفعال الويل والويس والويح والويب ; لأن القياس نفاه ومنع منه ، وذلك لأنه لو صرف الفعل من ذلك لوجب اعتلال فائه وعينه كوعد وباع ، فتحاموا استعماله لما كان يعقب من اجتماع إعلالين . قال ابن جني : قال ابن سيده ويل له وويلا له أي قبحا ، الرفع على الاسم والنصب على المصدر ، ولا فعل له ، وحكى سيبويه ثعلب : ويل به ; وأنشد :
ويل بزيد فتى شيخ ألوذ به فلا أعشي لدى زيد ولا أرد
أراد فلا أعشي إبلي ، وقيل : أراد فلا أتعشى . قال الجوهري : تقول ويل لزيد ، وويلا لزيد ، فالنصب على إضمار الفعل ، والرفع على الابتداء ، هذا إذا لم تضفه ، فأما إذا أضفت فليس إلا النصب لأنك لو رفعته لم يكن له خبر ; قال : شاهد الرفع قوله - عز وجل - : ابن بري ويل للمطففين ; وشاهد النصب قول جرير :
كسا اللؤم تيما خضرة في جلودها فويلا لتيم من سرابيلها الخضر
والهام يدعو البوم ويلا وائلا
قال : وإذا قال الإنسان يا ويلاه قلت قد تويل ; قال الشاعر : ابن بري
تويل إن مددت يدي وكانت يميني لا تعلل بالقليل
وإذا قالت المرأة : واويلها ، قلت ولولت ; لأن ذلك يتحول إلى حكايات الصوت ; قال رؤبة :
كأنما عولته من التأق عولة ثكلى ولولت بعد المأق
وروى المنذري عن أبي طالب النحوي أنه قال : قولهم ويله كان أصلها وي وصلت بله ، ومعنى وي حزن ، ومنه قولهم وايه ، معناه حزن أخرج مخرج الندبة ، قال : والعول البكاء في قوله ويله وعوله ، ونصبا على الذم والدعاء ، وقال : ويل الشيطان وعوله ، في الويل ثلاثة أقوال : قال ابن الأنباري الويل واد في جهنم ، وقال ابن مسعود الكلبي الويل شدة من العذاب ، وقال الفراء الأصل وي للشيطان أي حزن للشيطان من قولهم وي لم فعلت كذا وكذا ، قال : وفي قولهم ويل الشيطان ستة أوجه : ويل الشيطان ، بفتح اللام ، وويل ، بالكسر ، وويل ، بالضم ، وويلا وويل وويل ، فمن قال ويل الشيطان قال : وي معناه حزن للشيطان ، فانكسرت اللام لأنها لام خفض ، ومن قال ويل الشيطان قال : أصل اللام الكسر ، فلما كثر استعمالها مع وي صار معها حرفا واحدا فاختاروا لها الفتحة ، كما قالوا يال ضبة ، ففتحوا اللام ، وهي في الأصل لام خفض ; لأن الاستعمال فيها كثر مع يا فجعلا حرفا واحدا ; وقال بعض شعراء هذيل :
فويل ببز جر شعل على الحصى فوقر ما بز هنالك ضائع
شعل : لقب تأبط شرا ، وكان تأبط قصيرا فلبس سيفه فجره على الحصى ، فوقره : جعل فيه وقرة أي فلولا ، قال : ويل ببز فتعجب منه . قال : ويقال ويبك بمعنى ويلك ; قال ابن بري المخبل :
يا زبرقان أخا بني خلف ما أنت ويب أبيك والفخر
قال : ويقال معنى ويب التصغير والتحقير بمعنى ويس . وقال اليزيدي : ويح لزيد ، بمعنى ويل لزيد ; قال : ويقويه عندي قول ابن بري تبا له وويحا وويح له وتب ! وليس فيه معنى الترحم ; لأن التب الخسار . ورجل ويلمه وويلمه : كقولهم في المستجاد ويلمه ، يريدون ويل أمه ، كما يقولون لاب لك ، يريدون : لا أب لك ، فركبوه وجعلوه كالشيء الواحد ; سيبويه : هذا خارج عن الحكاية ، أي يقال له من دهائه ويلمه ، ثم ألحقت الهاء للمبالغة كداهية . وفي الحديث في قوله ابن جني لأبي بصير : ويلمه مسعر حرب ، تعجبا من شجاعته وجرأته وإقدامه ; ومنه حديث علي : ويلمه كيلا بغير ثمن لو أن له [ ص: 297 ] وعا أي يكيل العلوم الجمة بلا عوض إلا أنه لا يصادف واعيا ، وقيل : وي كلمة مفردة ولأمه مفردة ، وهي كلمة تفجع وتعجب وحذفت الهمزة ، من أمه تخفيفا ، وألقيت حركتها على اللام ، وينصب ما بعدها على التمييز ، والله أعلم .