الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3933 (ع) : عطاء بن أبي رباح ، واسمه أسلم القرشي [ ص: 70 ] الفهري ، أبو محمد المكي مولى آل أبي خثيم ، عامل عمر بن الخطاب على مكة ، ويقال : مولى بني جمح.

                                                                          ولد في خلافة عثمان بن عفان ، ويقال : إنه من مولدي الجند ونشأ بمكة .

                                                                          روى عن : أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي (س) ، وأوس بن الصامت (د) يقال : مرسل ، وإياس بن خليفة البكري (س) ، وأيمن (س) وجابر بن عبد الله (ع) ، وجابر بن عمير الأنصاري ، والحارث الأعور (عس) ، وحبيب بن أبي ثابت (س ق) وهو أصغر منه ، وحزام بن حكيم بن حزام (س) ، وذكوان أبي صالح السمان (خ م س) ، ورافع بن خديج ، وزيد بن أرقم (د س) ، وزيد بن [ ص: 71 ] خالد الجهني (ت س ق) ، وسالم بن شوال (م س) مولى أم حبيبة ، وسعيد بن المسيب ، وشهر بن حوشب (س) ، وصالح أبي الخليل (س) وهو أصغر منه ، وصفوان بن أمية (س) ، وصفوان بن عبد الله بن يعلى بن أمية (س ق) ، وصفوان بن موهب (س) ، وصفوان بن يعلى بن أمية (خ م د ت س) ، وطارق بن المرقع (س) ، وعائش بن أنس البكري (س) ، وعبد الله بن الزبير (م د س) ، وعبد الله بن السائب المخزومي (د س ق) ، وعبد الله بن عباس (ع) ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة (م س) وهو من أقرانه ، وعبد الله بن عصمة الجشمي (س) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (4) وعبد الله بن عمرو بن العاص (س) ، وعبد الرحمن بن عاصم بن ثابت (س) ، وعبد الكريم أبي أمية البصري (س) وهو أصغر منه ، وعبيد بن عمير (خ م د س) ، وعتاب بن أسيد (ق) مرسل ، وعثمان بن عفان (ق) كذلك ، وعروة بن الزبير (خ م س) ، وعروة بن عياض ، وعقيل بن أبي طالب ، وعمار بن أبي عمار [ ص: 72 ] (س) وهو من أقرانه ، وعمر بن أبي سلمة (ت) ربيب النبي صلى الله عليه وسلم ، وعنبسة بن أبي سفيان (س) ، والفضل بن العباس (تم) وقيل : لم يسمع منه ، وكعب الأحبار (س) كذلك ، ومجاهد بن جبر المكي (م) ، ومحمد بن علي ابن الحنفية (س) ، ومعاوية بن أبي سفيان (س) ، وموسى بن أنس بن مالك (خت) وهو أصغر منه ، والوليد بن عبادة بن الصامت (ت) ، ويعلى بن أمية (د ت س) إن كان محفوظا ، والصحيح أن بينهما صفوان بن يعلى بن أمية ، وعن يوسف بن ماهك (د ت ق) ، وأبي الدرداء ، وأبي الزبير المكي (س) وهو أصغر منه ، وأبي سعيد الخدري (م ق) ، وأبي العباس الشاعر الأعمى (خ م س) ، وأبي مسلم الخولاني (ت) ، وأبي هريرة (ع) ، وحبيبة بنت ميسرة (د س) ، وعائشة أم المؤمنين ، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله (س) ، وأم سلمة (د) زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأم كرز الكعبية (س) ، وأم هانئ بنت أبي طالب (س) .

                                                                          روى عنه : أبان بن صالح (خت س) ، وإبراهيم بن ميسرة الطائفي (سي) ، وإبراهيم بن ميمون الصائغ (خت د) ، وإبراهيم بن يزيد الخوزي ، وأسامة بن زيد الليثي (د ق) ، وأسلم المنقري ، [ ص: 73 ] وإسماعيل بن إبراهيم الأنصاري (ق) ، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، وإسماعيل بن مسلم المكي (ت ق) ، والأسود بن شيبان (س) ، وإياس بن أبي تميمة البصري (بخ) ، وأيوب بن أبي تميمة السختياني (خ م د س ق) ، وأيوب بن عتبة اليمامي ، وأيوب بن موسى القرشي (د س) ، وأيوب بن نهيك ، وبديل بن ميسرة (م س) ، وبرد بن سنان الشامي (د س) ، وبسام الصيرفي ، وبكير بن الأخنس (م) ، وثابت بن عجلان (د) ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وجرير بن حازم (م) ، وجعفر بن إياس (م د) ، وجعفر بن برقان (تم) ، وجعفر بن محمد بن علي (م) ، وحاتم بن أبي صغيرة (س) ، وحبيب بن أبي ثابت (د س) ، وحبيب بن الشهيد (م) ، وحبيب بن أبي مرزوق الرقي (ت س) ، وحبيب المعلم (خ م د) ، والحجاج بن أرطاة النخعي (4) ، والحجاج بن فرافصة ، والحسن بن ذكوان البصري (ق) ، وحسين بن ذكوان المعلم (خ م ق) ، وحصين بن عبد الرحمن السلمي ، والحكم بن عتيبة (خت م س ق) ، وحميد بن أبي سويد المكي (ق) ، وحميد المكي مولى ابن علقمة (ت) ، وخالد بن أبي عوف ، وخالد بن يزيد المصري (خ) ، وخصيف بن عبد الرحمن الجزري (د ت) ، ودويد بن نافع (عس) ، ورباح بن أبي معروف المكي (م ل س) ، ورقبة بن مصقلة (س) ، والزبير بن خريق الجزري (د) ، وزيد بن أبي أنيسة الجزري (م) ، وسلمة بن كهيل (ع) ، وسليمان بن أبي مسلم الأحول (د) ، وسليمان بن مهران الأعمش (د) ، وسليمان بن موسى الدمشقي (س) ، وشبيب بن شيبة ، وطلحة بن عمرو المكي (ق) ، وعامر الأحول ، وعباد بن منصور الناجي البصري (خت ق) ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي (م ق) ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي (س) ، [ ص: 74 ] وعبد الله بن عثمان بن خثيم (خت) ، وعبد الله بن المؤمل المخزومي ، وعبد الله بن أبي نجيح المكي (خ د س) ، وعبد الرحمن بن حبيب بن أردك (د ت ق) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (خ م د س ق) ، وعبد العزيز بن رفيع المكي (خ س) ، وعبد الكريم بن مالك الجزري (خت س ق) ، وعبد الكريم أبو أمية البصري ، وعبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف (م س) ، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي (خت م 4) ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ع) ، وعبد الملك بن ميسرة الزراد العامري الكوفي (س) ، وعبد الملك بن ميسرة المكي ، وعبد الواحد بن سليم البصري (ت) ، وعبد الوهاب بن بخت (س) وعبيد الله بن عمر العمري (ق) وعثمان بن الأسود المكي (س) وعسل بن سفيان التميمي البصري (د ت) وعطاء الخراساني (ت) وعفير بن معدان الحمصي وعقبة بن عبد الله الأصم (ت) وعكرمة بن عمار (ق) وعلي بن الحكم البناني (بخ د ت ق) وعمارة بن ثوبان (د ق) وعمارة بن ميمون (ر د) وعمر بن سعيد بن أبي حسين المكي (س ق) وعمر بن قيس سندل وعمرو بن دينار (ع) وعمرو بن شعيب (س) وعمران بن أبي أنس المكي (د ت) وعمران بن مسلم القصير (خ م س) والعلاء بن المسيب (ل ق) وفروة بن قيس (ق) وفطر بن خليفة (س) وقتادة بن دعامة (خ م د س) وقيس بن سعد المكي (خت م د س) وكثير بن شنظير الأزدي البصري (خ م د ت) وليث بن سعد المصري (م 4) وليث بن أبي سليم الكوفي (ي س ق) ومالك بن دينار البصري الزاهد (س) ومبارك بن حسان البصري (بخ ق) والمثنى بن الصباح ومجاهد بن جبر المكي (س) وهو من شيوخه ومحمد بن إسحاق بن يسار المدني [ ص: 75 ] (د س ق) ، ومحمد بن جحادة الكوفي (ت) ، ومحمد بن خالد القرشي (مد) ، ومحمد بن سعيد الطائفي (س) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (4) ، ومحمد بن عبيد الله العرزمي (ق) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (خ م د س) ، ومسلم البطين (خت م ت س ق) ، ومشاش (س) ، ومصعب بن ثابت (مد) ، ومطر الوراق (م س ق) ، ومعقل بن عبيد الله الجزري (س) ، ومغيرة بن زياد الموصلي (ت س ق) ، ومنصور بن زاذان الواسطي (خ س) ، ومنصور بن المعتمر الكوفي (س) ، والمنهال بن خليفة (ق) ، وموسى بن نافع أبو شهاب الكوفي الأكبر (خ م) ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي (ت) ، والنعمان بن المنذر الشامي (د) ، والنهاس بن قهم البصري (د) ، وهمام بن يحيى (خ م د س) ، والوضين بن عطاء الشامي ، ويحيى بن أبي كثير اليمامي (س ق) ، ويحيى بن مسلم أحد المجاهيل (ت) ، ويزيد بن إبراهيم التستري (س) ، ويزيد بن أبي حبيب المصري (ع) ، ويزيد بن أبي زياد الكوفي ، ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي (ق) ، وابنه يعقوب بن عطاء بن أبي رباح ، ويعقوب بن القعقاع الأزدي (د) ، ويمان بن المغيرة العنزي (ت) ، ويونس بن عبيد البصري (د ت س) ، وأبو إسحاق السبيعي (د ت ق) ، وأبو الزبير المكي (س) ، وأبو علي الرحبي (ت) ، وأبو عمرو بن العلاء المقرئ النحوي ، وأبو المبارك (ق) ، وأبو المليح الرقي .

                                                                          قال علي بن المديني : عطاء بن أبي رباح ، واسم أبي رباح أسلم ، مولى حبيبة بنت ميسرة بن أبي خثيم .

                                                                          [ ص: 76 ] وقال محمد بن سعد : كان من مولدي الجند ، ونشأ بمكة ، وهو مولى لبني فهر أو الجمح ، وانتهت فتوى أهل مكة إليه وإلى مجاهد في زمانهما ، وأكثر ذلك إلى عطاء . سمعت بعض أهل العلم يقول : كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي بعد ذلك ، وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : كان عطاء بن أبي رباح أبوه نوبي ، وكان يعمل المكاتل ، وكان عطاء أعور أشل أفطس أعرج أسود ثم عمي بعد ، وعطاء قطعت يده مع ابن الزبير .

                                                                          قال أبو عمرو بن العلاء : قلت لعطاء : إنك يومئذ لخنشليل بالسيف . قال : إنهم دخلوا علينا .

                                                                          وقال وهب بن جرير بن حازم ، عن أبيه : رأيت يد عطاء شلاء ضربت أيام ابن الزبير .

                                                                          قال وهب : قال أبي : وحدثني أبو عمرو بن العلاء ، قال : سمعت رجلا قال لعطاء : يا أبا محمد والله إنك يومئذ لخنشليل بالسيف . فقال : إنهم دخلوا علينا .

                                                                          وقال أبو المليح الرقي : رأيت عطاء بن أبي رباح أسود يخضب بالحناء .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة : سمعت رجلا يقول : اسم أم عطاء بركة . [ ص: 77 ] وأبوه أبو رباح أسودان .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : كان عطاء معلم كتاب .

                                                                          وقال الدارقطني : قال خالد بن أبي نوف عن عطاء : أدركت مائتين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال أبو داود ، عن سفيان الثوري ، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، عن أمه : أنها أرسلت إلى ابن عباس تسأله عن شيء . فقال : يا أهل مكة تجتمعون علي وعندكم عطاء ؟ !

                                                                          وقال قبيصة ، عن سفيان عن عمر بن سعيد ، عن أمه : قدم ابن عمر مكة فسألوه فقال : أتجمعون لي يا أهل مكة المسائل وفيكم ابن أبي رباح ؟ !

                                                                          وقال بشر بن السري ، عن عمر بن سعيد ، عن أمه : أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم في منامها فقال لها : سيد المسلمين عطاء بن أبي رباح .

                                                                          وقال أبو عاصم الثقفي : سمعت أبا جعفر يقول للناس وقد اجتمعوا عليه : عليكم بعطاء هو والله خير لكم مني .

                                                                          وقال محبوب بن محرز القواريري ، عن حبيب بن جزء : قال لنا أبو جعفر : خذوا من حديث عطاء ما استطعتم .

                                                                          وقال أسلم المنقري ، عن أبي جعفر : ما بقي على ظهر [ ص: 78 ] الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء . وقال عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه : ما أدركت أحدا أعلم بالحج من عطاء بن أبي رباح .

                                                                          وقال أبو حفص الأبار ، عن ابن أبي ليلى : دخلت على عطاء بن أبي رباح فجعل يسألني ، فكأن أصحابه أنكروا ذلك وقالوا : تسأله ؟ قال : ما تنكرون ؟ هو أعلم مني . قال ابن أبي ليلى - وكان عالما بالحج : قد حج زيادة على سبعين حجة . وقال : وكان يوم مات ابن نحو مائة سنة ، ورأيته يشرب الماء في رمضان ويقول : قال ابن عباس : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له إني أطعم أكثر من مسكين .

                                                                          وقال عبد الله بن وهب ، عن مالك : قال عمرو بن دينار ومجاهد وغيرهما من أهل مكة : لم يزل شأننا متشابها متناظرين حتى خرج عطاء بن أبي رباح إلى المدينة فلما رجع إلينا استبان فضله علينا .

                                                                          وقال عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان ، عن أبيه : أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحج صائحا يصيح : لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح ، فإن لم يكن عطاء ، فعبد الله بن أبي نجيح .

                                                                          وقال عبد العزيز بن أبي رباح ، عن ربيعة : فاق عطاء أهل مكة في الفتوى .

                                                                          [ ص: 79 ] وقال همام ، عن قتادة : قال لي سليمان بن هشام : هل بالبلد - يعني مكة - أحد ؟ قلت : نعم ، أقدم رجل في جزيرة العرب علما . قال : من ؟ قلت : عطاء بن أبي رباح .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، عن موسى بن إسماعيل ، عن يزيد بن زريع ، عن سعيد بن أبي عروبة - قال محمد بن سعد : أحسبه عن قتادة - قال : إذا اجتمع لي أربعة لم ألتفت إلى غيرهم ولم أبال من خالفهم : الحسن ، وسعيد بن المسيب ، وإبراهيم ، وعطاء . قال : هؤلاء أئمة الأمصار .

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة ، عن عثمان بن عطاء الخراساني : كان عطاء أسود شديد السواد ليس في رأسه شعر إلا شعرات في مقدم رأسه ، فصيحا إذا تكلم فما قال بالحجاز قبل منه .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن أمية : كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم يخيل إلينا أنه يؤيد .

                                                                          وقال سفيان الثوري ، عن أسلم المنقري : جاء أعرابي يسأل فأرشد إلى سعيد بن جبير ، فجعل الأعرابي يقول : أين أبو محمد ؟ فقال سعيد : ما لنا ها هنا مع عطاء شيء .

                                                                          وقال عبد الحميد الحماني ، عن أبي حنيفة : ما رأيت فيمن لقيت [ ص: 80 ] أفضل من عطاء بن أبي رباح ولا لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته قط بشيء من رأيي إلا جاءني فيه بحديث وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينطق بها .

                                                                          وقال يحيى بن سليم الطائفي ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان : ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء بن أبي رباح إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر ، وهم يخوضون ، فإن تكلم أو سئل عن شيء أحسن الجواب .

                                                                          وقال أيوب بن سويد الرملي ، عن الأوزاعي : مات عطاء بن أبي رباح يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عند الناس ، وما كان يشهد مجلسه إلا سبعة أو ثمانية .

                                                                          وقال سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل : ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه الله غير هؤلاء الثلاثة : عطاء ، وطاوس ، ومجاهد .

                                                                          وقال يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج : كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة ، وكان من أحسن الناس صلاة .

                                                                          وقال إسماعيل بن عياش : قلت لعبد الله بن عثمان بن خثيم : ما كان معاش عطاء ؟ قال : صلة الإخوان ونيل السلطان .

                                                                          وقال الرياشي ، عن الأصمعي : دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك بن مروان وهو جالس على سريره وحواليه الأشراف من كل [ ص: 81 ] بطن وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته ، فلما بصر به قام إليه فسلم عليه وأجلسه معه على السرير وقعد بين يديه ، وقال له : يا أبا محمد حاجتك ؟ فقال : يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله وحرم رسوله فتعاهده بالعمارة ، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس ، واتق الله في أهل الثغور فإنه حصن المسلمين ، وتفقد أمور المسلمين فإنك وحدك المسؤول عنهم ، واتق الله فيمن على بابك فلا تغفل عنهم ولا تغلق دونهم بابك . فقال له : أفعل . ثم نهض وقام وقبض عليه عبد الملك ، فقال : يا أبا محمد إنما سألتنا حوائج غيرك ، وقد قضيناها فما حاجتك ؟ فقال : ما لي إلى مخلوق حاجة . ثم خرج . فقال عبد الملك : هذا وأبيك الشرف ، هذا وأبيك السؤدد .

                                                                          وروي عن الوليد بن محمد الموقري عن الزهري . قال : قدمت على عبد الملك بن مروان ، فقال : من أين قدمت يا زهري ؟ قال : قلت : من مكة . قال : فمن خلفت يسودها وأهلها ؟ قال : قلت : عطاء بن أبي رباح . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قلت : من الموالي . قال : فبما سادهم ؟ قال : قلت : بالديانة والرواية . قال : إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا . قال : فمن يسود أهل اليمن ؟ قال : قلت : طاوس بن كيسان . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ . قال : قلت : من الموالي . قال : فبما سادهم ؟ قال : قلت : بما ساد به عطاء . قال : إنه لينبغي ذلك . قال : فمن يسود أهل مصر ؟ قال : قلت : يزيد بن أبي حبيب . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : [ ص: 82 ] قلت : من الموالي . قال : فمن يسود أهل الشام ؟ قلت : مكحول . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي عبد نوبي أعتقته امرأة من هذيل . قال : فمن يسود أهل الجزيرة ؟ قال : قلت : ميمون بن مهران . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي . قال : فمن يسود أهل خراسان ؟ قال : قلت : الضحاك بن مزاحم . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي . قال : فمن يسود أهل البصرة ؟ قال : قلت : الحسن البصري . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي . قال : ويلك فمن يسود أهل الكوفة ؟ قال : قلت : إبراهيم النخعي . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من العرب . قال : ويلك يا زهري فرجت عني والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها . قال : قلت : يا أمير المؤمنين إنما هو دين من حفظه ساد ، ومن ضيعه سقط .

                                                                          وقال أبو خيثمة ، عن عبد العزيز بن رفيع ، سئل عطاء عن شيء ، فقال : لا أدري ، فقيل له : ألا تقول فيها برأيك . قال : إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي .

                                                                          وقال يعلى بن عبيد الطنافسي دخلنا على محمد بن سوقة ، [ ص: 83 ] فقال : يا ابن أخي أحدثكم بحديث لعله ينفعكم فقد نفعني ، قال لنا عطاء بن أبي رباح : إن من قبلكم كانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو أن تنطق في معيشتك التي لا بد لك منها أتنكرون أن عليكم حافظين كراما كاتبين عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد أما يستحيي أحدكم لو نشرت صحيفته التي أملى صدر نهاره وليس فيها شيء من أمر آخرته .

                                                                          وقال ابن جريج ، عن عطاء : إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد .

                                                                          وقال علي بن المديني ، عن يحيى بن سعيد القطان : مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير ، كان عطاء يأخذ عن كل ضرب .

                                                                          وقال الفضل بن زياد ، عن أحمد بن حنبل : مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات ، ومرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها ، وليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح فإنهما كانا يأخذان عن كل أحد .

                                                                          وقال محمد بن عبد الرحيم ، عن علي بن المديني : كان عطاء بأخرة تركه ابن جريج وقيس بن سعد .

                                                                          [ ص: 84 ] وقال العلاء بن عمرو الحنفي ، عن عبد القدوس ، عن حجاج : قال عطاء : وددت أني أحسن العربية . قال : وهو يومئذ ابن تسعين سنة .

                                                                          وقد تقدم عن ابن أبي ليلى أنه قال : وكان يوم مات ابن نحو مائة سنة .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن عمر بن قيس المكي ، عن عطاء : أعقل مقتل عثمان بن عفان .

                                                                          وقال أبو حفص الباهلي ، عن عمر بن قيس : سألت عطاء متى ولدت ؟ قال : لعامين خلوا من خلافة عثمان .

                                                                          وذكر أحمد بن يونس الضبي أن عطاء ولد سنة سبع وعشرين .

                                                                          وقال أبو المليح الرقي : مات عطاء بن أبي رباح سنة أربع عشرة ومائة . فقال ميمون : ما خلف مثله .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان ، عن حيوة بن شريح ، عن عباس بن الفضل ، عن حماد بن سلمة : قدمت مكة سنة مات عطاء بن أبي رباح . سنة أربع عشرة ومائة .

                                                                          وكذلك قال البخاري في " التاريخ الكبير " عن حيوة بن شريح . وقال في " التاريخ الصغير " ، عن حيوة : سنة خمس عشرة .

                                                                          [ ص: 85 ] وقال عفان ، عن حماد بن سلمة : قدمت مكة وعطاء بن أبي رباح حي ، فقلت : إذا أفطرت دخلت عليه ، فمات في رمضان وكان ابن أبي ليلى يدخل عليه . فقال لي عمارة بن ميمون : الزم قيس بن سعد فإنه أفقه من عطاء .

                                                                          وقال الهيثم بن عدي ، وأحمد بن حنبل ، وأبو عمر الضرير : مات سنة أربع عشرة ومائة .

                                                                          وقال يحيى بن سعيد القطان : مات سنة أربع عشرة أو خمس عشرة ومائة .

                                                                          وقال ابن جريج ، وسفيان بن عيينة ، والواقدي ، وأبو نعيم ، وعمرو بن علي : مات سنة خمس عشرة ومائة .

                                                                          زاد الواقدي ، وعمرو بن علي : وهو ابن ثمان وثمانين سنة .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات سنة سبع عشرة ومائة .

                                                                          [ ص: 86 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية