الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          4341 - (ع) : عمرو بن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصاري ، أبو أمية المصري ، مدني الأصل ، مولى قيس بن سعد [ ص: 571 ] بن عبادة . كان قارئا ، فقيها ، مفتيا .

                                                                          روى عن : إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري المصري ، وأيوب بن موسى القرشي (ق) ، وبكر بن سوادة الجذامي (بخ م د س ق) ، وبكير بن عبد الله بن الأشج (خ م د س) ، وثابت بن ميمون (قد) ، وأبي علي ثمامة بن شفي الهمداني (م د س ق) ، وجعفر بن ربيعة (م) ، والجلاح أبي كثير (د س) ، وأبيه الحارث بن يعقوب (م سي) ، وحبان بن واسع بن حبان الأنصاري (م د ت) ، ودراج أبي السمح (بخ د ت سي ق) ، والربيع بن سبرة الجهني ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن (م) ، وزيد بن أسلم ، وزيد بن أبي أنيسة (س) ، وسالم أبي النضر (خ م د س) ، وسالم الفراء (د سي) ، وسعيد بن الحارث الأنصاري (خ م) ، وسعيد بن أبي هلال (ع) ، وسليمان بن زياد الحضرمي (ق) ، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي الكبير (س ق) ، وعامر بن يحيى المعافري (م) ، وعباد بن سالم التجيبي ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، وعبد الله بن أبي مليكة ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري (خ م س) ، وعبد الرحمن [ ص: 572 ] بن أبي عمرو الحجازي (د) ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (خ م د س ق) ، وعبدة بن أبي لبابة ، وعبيد الله بن أبي جعفر (خ م د س) ، وأبي سوية عبيد بن سوية (د) ، وعثمان بن عبد الرحمن (مد) ، وعطاء بن دينار (د) ، وعمارة بن غزية (م د س) ، وعمر بن السائب (د) ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن شعيب (د س) ، وقتادة بن دعامة (خ م س) ، وكثير بن فرقد (د س) ، وكعب بن علقمة التنوخي (م س) ، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل (خ م س) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (م د س) ، ومحمد بن المنكدر ، والمنذر بن عبيد المدني (د س) ، وموسى بن جبير (ق) ، وهشام بن عروة (خ م) ، وهشام بن أبي رقية اللخمي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (م س) ، ويحيى بن ميمون الحضرمي ، ويزيد بن أبي حبيب (خ م د س ق) ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط (مد) ، ويونس بن يزيد الأيلي (خ) ، وأبي حمزة بن سليم (م س) ، وأبي الزبير المكي (م د س) ، وأبي عشانة المعافري (د س) ، وأبي يونس مولى أبي هريرة (بخ م د) .

                                                                          روى عنه : أسامة بن زيد الليثي ، وبكر بن مضر (خ م د ت س) ، وبكير بن الأشج وهو من شيوخه ، ورشدين بن سعد (ت ق) ، وصالح بن كيسان وهو أكبر منه ، وعبد الله بن وهب (ع) وهو راويته ، وقتادة وهو من شيوخه ، والليث بن سعد ، ومالك بن أنس ، ومجاهد وهو أكبر منه ، ومحمد بن شعيب بن شابور (س) ، وموسى بن أعين الجزري (خ د س ق) ، ونافع بن يزيد ، [ ص: 573 ] ويحيى بن أيوب .

                                                                          ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من التابعين من أهل مصر .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة وقال : كان ثقة إن شاء الله .

                                                                          وقال أبو داود : سمعت أحمد يقول : ليس فيهم - يعني أهل مصر - أصح حديثا من الليث ، وعمرو بن الحارث يقاربه .

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله يقول : ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث بن سعد ، لا عمرو بن الحارث ولا أحد . وقد كان عمرو بن الحارث عندي ثم رأيت له أشياء مناكير .

                                                                          وقال في موضع آخر عن أحمد : عمرو بن الحارث حمل عليه حملا شديدا . قال : يروي عن قتادة أحاديث يضطرب فيها ويخطئ .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين ، وأبو زرعة ، والعجلي ، والنسائي ، وغير واحد : ثقة .

                                                                          [ ص: 574 ] وقال يعقوب بن شيبة : كان يحيى بن معين يوثقه جدا .

                                                                          وقال النسائي : الذي يقول : مالك في كتابه " الثقة عن بكير " يشبه أن يكون عمرو بن الحارث .

                                                                          وقال عمر بن سواد ، عن ابن وهب : سمعت من ثلاث مائة شيخ وسبعين شيخا ، فما رأيت أحدا أحفظ من عمرو بن الحارث ، وذلك أنه كان قد جعل على نفسه يتحفظ كل يوم ثلاثة أحاديث .

                                                                          وقال حرملة ، عن ابن وهب : حدثنا عبد الجبار بن عمر ، قال : قال ربيعة : لا يزال بذلك المصر علم ما دام بها ذلك القصير . يعني : عمرو بن الحارث .

                                                                          وقال حرملة أيضا ، عن ابن وهب ، اهتدينا في العلم بأربعة : اثنان بمصر ، واثنان بالمدينة : الليث بن سعد ، وعمرو بن الحارث بمصر ، ومالك بن أنس ، وعبد العزيز بن الماجشون بالمدينة ، لولا هؤلاء لكنا ضالين .

                                                                          وقال أحمد بن يحيى بن الوزير ، عن ابن وهب : لو بقي لنا عمرو بن الحارث ما احتجنا إلى مالك بن أنس .

                                                                          وقال هارون بن معروف ، عن ابن وهب : قال لي عبد الرحمن بن مهدي : اكتب لي أحاديث عمرو بن الحارث ، فكتبت له مائتي حديث وحدثته بها .

                                                                          وقال شعيب بن الليث بن سعد ، عن أبيه : كان بين عمرو بن الحارث وبين أبيه الحارث بن يعقوب في الفضل كما بين السماء والأرض ، وكان بين الحارث وبين أبيه يعقوب كما بين [ ص: 575 ] السماء والأرض . كان يعقوب أفضل من الحارث ، وكان الحارث أفضل من عمرو .

                                                                          وقال أبو حاتم : كان أحفظ أهل زمانه ، ولم يكن له نظير في الحفظ في زمانه .

                                                                          وقال سعيد بن عفير : كان أخطب الناس ، وأبلغه وأرواه للشعر .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : أخرجه صالح بن علي الهاشمي من المدينة إلى مصر مؤدبا لبنيه .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : كان فقيها ، أديبا ، وكان مؤدبا لولد صالح بن علي الهاشمي .

                                                                          وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : كان يعلم ولد صالح بن علي الهاشمي ، وكان سيئ الحال . فلما علمهم وحسن حاله صار يلبس الوشي والخز .

                                                                          وقال يحيى بن بكير عن الليث بن سعد : كنت أرى عمرو بن الحارث عليه أثواب بدينار قميصه ورداؤه وإزاره ، ثم لم تمض الأيام والليالي حتى رأيته يجر الوشي والخز ; فإنا لله وإنا إليه راجعون !

                                                                          [ ص: 576 ] وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني أبو زيد النميري ، قال : قال لي محمد بن منصور : قال لي عمرو بن الحارث : الشرف شرفان : شرف العلم ، وشرف السلطان ، وشرف العلم أشرفهما .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد : سمعت أحمد بن صالح وذكر الليث بن سعد ، فقال : إمام قد أوجب الله علينا حقه .

                                                                          قال : فقلت لأحمد : الليث إمام ؟ فقال : نعم ، لم يكن بالبلد بعد عمرو بن الحارث مثل الليث .

                                                                          وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ : عمرو بن الحارث عزيز الحديث جدا مع علمه وثبته ، وقل ما يخرج حديثه من مصر .

                                                                          وقال أبو بكر الخطيب : كان قارئا ، فقيها ، مفتيا ، وكان ثقة .

                                                                          وقال أبو نصر بن ماكولا : كان قارئا ، مفتيا ، أفتى في زمن يزيد بن أبي حبيب ، وعبيد الله بن أبي جعفر ، وكان أديبا فصيحا .

                                                                          قال أحمد بن صالح : ولد عمرو بن الحارث - يقولون - سنة تسعين .

                                                                          وقال يحيى بن بكير : ولد سنة اثنتين أو إحدى وتسعين .

                                                                          وقال سعيد بن عفير : ولد سنة اثنتين وتسعين .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : كان مولده في سنة ثلاث وتسعين .

                                                                          وقال أبو بكر الخطيب ، وأبو نصر بن ماكولا : ولد سنة أربع [ ص: 577 ] وتسعين .

                                                                          زاد أبو نصر : بمصر .

                                                                          وقال أبو حسان الزيادي : مات سنة سبع وأربعين ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، ويعقوب بن شيبة : مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة .

                                                                          وقال أبو عبيد : مات سنة سبع ، ويقال : سنة ثمان وأربعين ومائة .

                                                                          وقال يحيى بن بكير وسعيد بن عفير ، وأحمد بن صالح ، وأبو سعيد بن يونس ، وغير واحد : مات سنة ثمان وأربعين ومائة .

                                                                          زاد أبو سعيد : في شوال .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات سنة تسع أو ثمان وأربعين ومائة .

                                                                          وقال الغلابي ، عن يحيى بن معين : مات سنة تسع وأربعين ومائة .

                                                                          وقال أبو داود : مات وله ثمان وخمسون سنة .

                                                                          [ ص: 578 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية